الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      صفحة جزء
      أسماء الله الحسنى

      وأسماء الله الحسنى هي التي أثبتها - تعالى - لنفسه ، وأثبتها له عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، وآمن بها جميع المؤمنين ، قال الله تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) ، ( الأعراف : 180 ) ، [ ص: 113 ] وقال تعالى : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) ، ( الإسراء : 110 ) ، وقال تعالى : ( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) ، ( طه : 8 ) ، وقال تعالى : ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) ، ( الحشر : 22 - 24 ) .

      وعن أبي هريرة - رضي الله تعالى - عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله تسعة وتسعين اسما ، من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر . أخرجاه في الصحيحين ، ورواه الترمذي وزاد : هو الله الذي لا إله إلا هو ، الرحمن الرحيم ، الملك القدوس ، السلام المؤمن المهيمن ، العزيز الجبار المتكبر ، الخالق البارئ المصور ، الغفار القهار الوهاب ، الرزاق الفتاح العليم ، القابض الباسط ، الخافض الرافع ، المعز المذل ، السميع البصير ، الحكم العدل ، اللطيف الخبير ، الحليم العظيم ، الغفور الشكور ، العلي الكبير ، الحفيظ المقيت ، الحسيب الجليل ، الكريم الرقيب ، المجيب الواسع ، الحكيم الودود ، المجيد الباعث الشهيد ، الحق الوكيل ، القوي المتين ، الولي الحميد ، المحصي المبدئ المعيد ، المحيي المميت ، الحي القيوم ، الواجد الماجد ، الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، القادر المقتدر ، المقدم المؤخر ، الأول الآخر ، الظاهر الباطن ، الوالي المتعالي ، البر التواب ، المنتقم العفو الرءوف ، مالك الملك ذو الجلال والإكرام ، المقسط الجامع ، الغني المغني ، المعطي المانع ، الضار النافع ، النور الهادي ، البديع الباقي ، الوارث الرشيد الصبور ، ثم قال الترمذي : هذا حديث غريب . وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة ، ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الأسماء إلا في [ ص: 114 ] هذا الحديث ا هـ . ورواه الدارمي ، وزاد : كلها في القرآن .

      وأخرج ابن أبي الدنيا ، والطبراني ، كلاهما في الدعاء ، وأبو الشيخ والحاكم ، وابن مردويه وأبو نعيم ، والبيهقي ، عن أبي هريرة : إن لله تسعة وتسعين اسما ، من أحصاها دخل الجنة ، أسأل الله ، الرحمن الرحيم ، الإله الرب ، الملك القدوس ، السلام المؤمن المهيمن ، العزيز الجبار المتكبر ، الخالق البارئ ، المصور الحليم العليم ، السميع البصير ، الحي القيوم ، الواسع اللطيف الخبير ، الحنان المنان ، البديع الغفور ، الودود الشكور ، المجيد المبدي المعيد ، النور البارئ - وفي لفظ القائم - الأول الآخر ، الظاهر الباطن ، العفو الغفار ، الوهاب الفرد - وفي لفظ القادر - الأحد الصمد ، الوكيل الكافي ، الباقي المغيث الدائم ، المتعالي ذا الجلال والإكرام ، المولى النصير ، الحق المتين ، الوارث المنير ، الباعث القدير - وفي لفظ المجيب - المحيي المميت [ ص: 115 ] الحميد - وفي لفظ الجميل - الصادق الحفيظ ، المحيط الكبير ، القريب الرقيب ، الفتاح التواب القديم ، الوتر الفاطر ، الرزاق العلام العلي العظيم ، الغني الملك المقتدر ، الأكرم الرءوف المدبر ، المالك القاهر الهادي ، الشاكر الكريم ، الرفيع الشهيد ، الواحد ذا الطول ، ذا المعارج ، ذا الفضل ، الخلاق الكفيل الجليل .

      وأخرج أبو نعيم ، عن محمد بن جعفر - رحمه الله تعالى - قال : سألت أبي جعفر بن محمد الصادق عن الأسماء التسعة والتسعين التي من أحصاها دخل الجنة ، فقال : هي في القرآن ، ففي الفاتحة خمسة أسماء : يا الله ، يا رب ، يا رحمن ، يا رحيم ، يا ملك ، وفي البقرة ثلاثة وثلاثون اسما : يا محيط ، يا قدير ، يا عليم ، يا حكيم ، يا علي ، يا عظيم ، يا تواب ، يا بصير ، يا ولي ، يا واسع ، يا كافي ، يا رءوف ، يا بديع ، يا شاكر ، يا واحد ، يا سميع ، يا قابض ، يا باسط ، يا حي ، يا قيوم ، يا غني ، يا حميد ، يا غفور ، يا حليم ، يا إله ، يا قريب ، يا مجيب ، يا عزيز ، يا نصير ، يا قوي ، يا شديد ، يا سريع ، يا خبير .

      وفي آل عمران : يا وهاب ، يا قائم ، يا صادق ، يا باعث ، يا منعم ، يا متفضل . وفي النساء : يا حسيب ، يا رقيب ، يا شهيد ، يا مقيت ، يا وكيل ، يا علي ، يا كبير . وفي الأنعام : يا فاطر ، يا قاهر ، يا لطيف ، يا برهان . وفي الأعراف : يا محيي ، يا مميت . وفي الأنفال : يا نعم المولى ، ويا نعم النصير . وفي هود : يا حفيظ ، يا مجيد ، يا ودود ، يا فعال لما تريد . وفي الرعد : يا كبير ، يا متعالي . وفي إبراهيم : يا منان ، يا وارث . وفي الحجر : يا خلاق . وفي مريم : يا فرد . وفي طه : يا غفار . وفي قد أفلح : يا كريم . وفي النور : يا حق ، يا مبين . وفي الفرقان : يا هاد . وفي سبأ : يا فتاح . وفي الزمر : يا عالم . وفي غافر : يا قابل التوب ، يا ذا الطول ، يا رفيع . وفي الذاريات : يا رزاق ، يا ذا القوة ، يا متين . وفي الطور : يا بر . وفي اقتربت : يا مقتدر ، يا مليك . وفي الرحمن : يا ذا الجلال [ ص: 116 ] والإكرام ، يا رب المشرقين ، يا رب المغربين ، يا باقي ، يا معين . وفي الحديد : يا أول ، يا آخر ، يا ظاهر ، يا باطن . وفي الحشر : يا ملك ، يا قدوس ، يا سلام ، يا مؤمن ، يا مهيمن ، يا عزيز ، يا جبار ، يا متكبر ، يا خالق ، يا بارئ ، يا مصور . وفي البروج : يا مبدي ، يا معيد . وفي الفجر : يا وتر . وفي الإخلاص : يا أحد ، يا صمد ، انتهى .

      وقد حررها الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في ( تلخيص الحبير ) تسعة وتسعين اسما من الكتاب العزيز ، منطبقة على لفظ الحديث ورتبها هكذا : الله الرب ، الإله الواحد ، الرحمن الرحيم ، الملك القدوس ، السلام المؤمن المهيمن ، العزيز الجبار المتكبر ، الخالق البارئ المصور ، الأول الآخر ، الظاهر الباطن ، الحي القيوم ، العلي العظيم ، التواب الحليم ، الواسع الحكيم ، الشاكر العليم ، الغني الكريم ، العفو القدير ، اللطيف الخبير ، السميع البصير ، المولى النصير ، القريب المجيب ، الرقيب الحسيب ، القوي الشهيد ، الحميد المجيد ، المحيط الحفيظ ، الحق المبين ، الغفار القهار ، الخلاق الفتاح ، الودود الغفور ، الرءوف الشكور ، الكبير المتعال ، المقيت المستعان ، الوهاب الحفي ، الوارث الولي ، القائم القادر ، الغالب القاهر ، البر الحافظ ، الأحد الصمد ، المليك المقتدر ، الوكيل الهادي ، الكفيل الكافي ، الأكرم الأعلى ، الرزاق ذو القوة المتين ، غافر الذنب ، وقابل التوب ، شديد العقاب ، ذو الطول ، رفيع الدرجات ، سريع الحساب ، فاطر السماوات والأرض ، بديع السماوات والأرض ، نور السماوات والأرض ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ا هـ .

      وقد عدها جماعة غير من ذكرنا ، كسفيان بن عيينة ، وابن حزم ، والقرطبي وغيرهم ، وعدها ابن العربي المالكي في ( أحكام القرآن ) مرتبا لها على السور ، [ ص: 117 ] لكنه أخطأ في بعض ما عده ، كما سنشير إليه قريبا ، إن شاء الله تعالى .

      التالي السابق


      الخدمات العلمية