الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 140 ] قوله تعالى: ادعوا ربكم تضرعا وخفية : ظاهرها الندب إلى إحفاء الدعاء، فعلمنا ربنا كيف ندعوه، وروى أبو موسى الأشعري قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعهم يرفعون أصواتهم فقال: "أيها الناس إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا" . وروى سعد بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي" .

واستدل أصحاب أبي حنيفة بذلك، على أن إخفاء آمين، أولى من الجهر بها، لأنها دعاء، والدليل عليه ما روي في تأويل قوله تعالى: قد أجيبت دعوتكما . قال: كان موسى يدعو وهارون يؤمن، فسماهما الله تعالى داعيين. والجواب عنه أن إخفاء الدعاء كان أفضل، لأنه أبعد عن الرياء. وأما ما يتعلق بصلاة الجماعة; فإشهارها إشهار شعار ظاهر، وإظهار حق يندب العباد إلى إظهاره، وقد ندب الإمام إلى إشهار القراءة المشتملة على الدعاء، والتأمين في آخرها، معناه: حقق اللهم ما سألناك.

وإذا كان الدعاء مما سن الجهر فيه، فالتأمين على الدعاء تابع له، وجار مجراه، وهذا بين.

التالي السابق


الخدمات العلمية