الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا )

يقول تعالى ذكره : ثم لنأخذن من كل جماعة منهم أشدهم على الله عتوا ، وتمردا فلنبدأن بهم .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن علي بن الأقمر ، عن أبي ألأحوص ( ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ) قال : نبدأ بالأكابر فالأكابر جرما .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله ( ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ) يقول : أيهم أشد للرحمن معصية ، وهي معصيته في الشرك .

حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله ( أيهم أشد على الرحمن عتيا ) يقول : عصيا .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( من كل شيعة ) قال : أمة . وقوله ( عتيا ) قال : كفرا .

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله ، وزاد فيه ابن جريج : فلنبدأن بهم .

قال أبو جعفر : والشيعة هم الجماعة المتعاونون على الأمر من الأمور ، يقال من ذلك : تشايع القوم : إذا تعاونوا; ومنه قولهم للرجل الشجاع : إنه لمشيع : أي معان ، فمعنى الكلام : ثم لننزعن من كل جماعة تشايعت على الكفر بالله ، [ ص: 229 ] أشدهم على الله عتوا ، فلنبدأن بإصلائه جهنم . والتشايع في غير هذا الموضع : التفرق; ومنه قول الله عز ذكره : ( وكانوا شيعا ) يعني : فرقا; ومنه قول ابن مسعود أو سعد ; إني أكره أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول : شيعت بين أمتي ، بمعنى : فرقت .

التالي السابق


الخدمات العلمية