الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 3847 ) فصل : وإن قال : له علي درهمان في عشرة . وقال : أردت الحساب . لزمه عشرون . وإن قال : أردت درهمين مع عشرة . ولم يكن يعرف الحساب ، قبل منه ، ولزمه اثنا عشر ; لأن كثيرا من العامة يريدون بهذا اللفظ هذا المعنى .

                                                                                                                                            وإن كان من أهل الحساب ، احتمل أن لا يقبل ; لأن الظاهر من الحساب استعمال ألفاظه لمعانيها في اصطلاحهم ، ويحتمل أن يقبل ; لأنه لا يمنع أن يستعمل اصطلاح العامة . وإن قال : أردت درهمين في عشرة لي . لزمه درهمان ; لأنه يحتمل ما يقول . وإن قال : درهمان في دينار . لم يحتمل الحساب ، وسئل عن مراده ، فإن قال : أردت العطف أو معنى مع . لزمه الدرهمان والدينار .

                                                                                                                                            وإن قال : أسلمتهما في دينار . فصدقه المقر له ; بطل إقراره ; لأن سلم أحد النقدين في الآخر لا يصح ، وإن كذبه ، فالقول قول المقر له ; لأن المقر وصل إقراره بما يسقطه ، فلزمه ما أقر به ، وبطل قوله في دينار . وكذلك إن قال : له علي درهمان في ثوب . وفسره بالسلم ، أو قال : [ ص: 102 ] في ثوب اشتريته منه إلى سنة . فصدقه ، بطل إقراره ; لأنه إن كان بعد التفرق ، بطل السلم وسقط الثمن ، وإن كان قبل التفرق فالمقر بالخيار بين الفسخ والإمضاء . وإن كذبه المقر له ، فالقول قوله مع يمينه ، وله الدرهمان .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية