الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ؛ قيل: المعنى: لا تجعلوا تصديقكم النبي في شيء مما جاءكم به إلا لليهود؛ فإنكم إن قلتم ذلك للمشركين كان عونا لهم على تصديقه؛ وقال أهل اللغة وغيرهم من أهل التفسير: ولا تؤمنوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم؛ إلا لمن تبع دينكم؛ أي: لا تصدقوا أن يعطى أحد من علم النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ما أعطيتم؛ أو يحاجوكم عند ربكم؛ ومعنى أو يحاجوكم عند ربكم أي: ليس يكون لأحد حجة عند الله في الإيمان به؛ لعلم من عنده؛ إلا من كان مثلكم؛ وقد قيل في المعنى: قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ؛ أي: الهدى هو هذا الهدى؛ لا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم. [ ص: 431 ] قال بعض النحويين: معنى " أن " ؛ ههنا: معنى " لا " ؛ وإنما المعنى " ألا يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " ؛ أي: " لئلا يؤتى " ؛ فحذف " لا " ؛ لأن في الكلام دليلا عليها؛ كما قال الله - عز وجل -: يبين الله لكم أن تضلوا ؛ أي: لئلا تضلوا؛ قال أبو العباس محمد بن يزيد: " لا " ؛ ليست مما يحذف ههنا؛ ولكن الإضافة ههنا معلومة؛ فحذفت الأول وأقمت الثاني مقامه؛ المعنى: " يبين الله لكم كراهة أن تضلوا " ؛ وكذلك ههنا قال: " إن الهدى هدى الله كراهة أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم " ؛ أي: من خالف دين الإسلام؛ لأن الله لا يهدي من هو كاذب كفار؛ فهدى الله بعيد من غير المؤمنين. وقوله - عز وجل -: قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء ؛ أي: نبوته وهداه؛ يؤتيه من يشاء.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية