الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة [ 64 ]

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ قعنب : كلمة ألقى حركة اللام على الكاف ، كما يقال : كبد . قال أبو العالية : الكلمة لا إله إلا الله . سواء نعت لكلمة . وقرأ الحسن : ( سواءا ) بالنصب أي استوت استواءا . قال قتادة : السواء العدل . قال الفراء : ويقال في معنى العدل : سوى وسوى . قال : وفي قراءة عبد الله : ( إلى كلمة عدل بيننا وبينكم ) . ألا نعبد إلا الله على البدل من كلمة ، وإن شئت كان التقدير هي أن لا نعبد إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 384 ] ولا نشرك به شيئا قال الكسائي والفراء : ويجوز ( ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا ) بالجزم على التوهم إنه ليس في أول الكلام " أن " . قال أبو جعفر : التوهم لا يحصل منه شيء ، ولكن مذهب سيبويه أنه يجوز في " نعبد " وما بعده الجزم على أن تكون " أن " مفسرة بمعنى " أي " كما قال - عز وجل - : أن امشوا وتكون " لا " جازمة ، ويجوز على هذا أن يرفع " نعبد " وما بعده ويكون خبرا ، ويجوز الرفع بمعنى أنه لا نعبد ، ومثله ألا يرجع إليهم قولا ومعنى ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله لا نعبد عيسى لأنه بشر مثلنا ولا نقبل من الرهبان تحريمهم علينا ما لم يحرمه الله - جل وعز - علينا فنكون قد اتخذناهم أربابا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية