الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فلا تهنوا [35] الأصل توهنوا حذفت الواو تباعا ( وتدعوا ) عطف عليه ، ويجوز أن يكون جوابا . قال محمد بن يزيد : السلم والسلم والمسالمة واحد ( وأنتم الأعلون ) قال مجاهد : الغالبون . ( والله معكم ) أي ينصركم ( ولن يتركم أعمالكم ) قال الضحاك : أي لن يظلمكم وقدره أبو إسحاق على حذف أي لن ينقصكم ثواب أعمالكم . وروى يونس عن الزهري عن سالم عن أبيه وعنبسة يقول : عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال : "من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله" أي نقص وسلب . قال أبو جعفر : وفي اشتقاقه قولان : مذهب الفراء أنه مشتق من الوتر ، وهو الذحل وهو قتل الرجل وأخذ ماله فالذي تفوته صلاة العصر لما فاته من الأجر والثواب بمنزلة من أخذ أهله وماله أي هو بمنزلة الذي وتر . والاشتقاق الآخر [ ص: 193 ] أن يكون من الوتر وهو الفرد كأنه بمنزلة من قد بقي منفردا وخصت بهذا ، لأنها في وقت أشغالهم ومعائشهم والأصل في يتركم يوتركم حذفت إلى مفعولين مثل ( واختار موسى قومه سبعين رجلا ) والتقدير عند الأخفش ولن يتركم في أعمالكم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية