الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين ) .

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى : ( ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين ) .

                                                                                                                                                                                                                                            اعلم أن القوم لما أساءوا في الأدب وخاطبوه بالسفاهة ، وقالوا : إنك لمجنون ، فالله تعالى ذكر أن عادة هؤلاء الجهال مع جميع الأنبياء هكذا كانت ، ولك أسوة في الصبر على سفاهتهم وجهالتهم بجميع الأنبياء عليهم السلام ، فهذا هو الكلام في نظم الآية ، وفيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : في الآية محذوف ، والتقدير : ولقد أرسلنا من قبلك رسلا ، إلا أنه حذف ذكر الرسل لدلالة الإرسال عليه .

                                                                                                                                                                                                                                            وقوله : ( في شيع الأولين ) أي في أمم الأولين وأتباعهم . قال الفراء : الشيع : الأتباع ، واحدهم شيعة . وشيعة الرجل أتباعه ، والشيعة الأمة ، سموا بذلك لأن بعضهم شايع بعضا وشاكله ، وذكرنا الكلام في هذا الحرف عند قوله ( أو يلبسكم شيعا ) [ الأنعام : 65 ] قال الفراء : وقوله : ( في شيع الأولين ) من إضافة الصفة إلى الموصوف كقوله : ( حق اليقين ) [ الواقعة : 95 ] وقوله : ( بجانب الغربي ) [ القصص : 44 ] وقوله : ( وذلك دين القيمة ) [ البينة : 5 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية