nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=29011_31913وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب .
هذا حكاية كلام صدر من
موسى في غير حضرة
فرعون لا محالة ، لأن
موسى لم يكن ممن يضمه ملأ استشارة
فرعون حين قال لقومه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26ذروني أقتل موسى ولكن
موسى لما بلغه ما قاله
فرعون في ملئه قال
موسى في قومه
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27إني عذت بربي وربكم ، ولذلك حكي فعل قوله معطوفا بالواو لأن ذلك القول لم يقع في محاورة مع مقال
فرعون بخلاف الأقوال المحكية في سورة الشعراء من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قال ألم نربك فينا وليدا إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=31قال فأت به إن كنت من الصادقين .
وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27عذت بربي وربكم من كل متكبر خطاب لقومه من
بني إسرائيل تطمينا لهم وتسكينا لإشفاقهم عليه من بطش
فرعون .
والمعنى : إني أعددت العدة لدفع بطش
فرعون العوذ بالله من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب وفي مقدمة هؤلاء المتكبرين
فرعون .
ومعنى ذلك : أن
موسى علم أنه سيجد مناوين متكبرين يكرهون ما أرسله الله به إليهم ، فدعا ربه وعلم أن الله ضمن له الحفظ وكفاه ضير كل معاند ، وذلك ما حكي في سورة طه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46قال لا تخافا إنني معكما اسمع وأرى [ ص: 127 ] فأخبر
موسى قومه بأن ربه حافظ له ليثقوا بالله كما كان مقام النبيء صلى الله عليه وسلم حين كان في أول البعثة تحرسه أصحابه في الليل فلما نزل قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=94فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=95إنا كفيناك المستهزئين الآية أمر أصحابه بأن يتخلوا عن حراسته .
وتأكيد الخبر بحرف ( إن ) متوجه إلى لازم الخبر وهو أن الله ضمن له السلامة وأكد ذلك لتنزيل بعض قومه أو جلهم منزلة من يتردد في ذلك لما رأى من إشفاقهم عليه .
والعوذ : الالتجاء إلى المحل الذي يستعصم به العائذ فيدفع عنه من يروم ضره ، يقال : عاذ بالجبل ، وعاذ بالجيش ، وقال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
وعبر عن الجلالة بصفة الرب مضافا إلى ضمير المتكلم لأن في صفة الرب إيماء إلى توجيه العوذ به لأن العبد يعوذ بمولاه .
وزيادة وصفه برب المخاطبين للإيماء إلى أن عليهم أن لا يجزعوا من مناواة
فرعون لهم وأن عليهم أن يعوذوا بالله من كل ما يفظعهم .
وجعلت صفة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27لا يؤمن بيوم الحساب مغنية عن صفة الكفر أو الإشراك لأنها تتضمن الإشراك وزيادة ، لأنه إذا اجتمع في المرء التجبر والتكذيب بالجزاء قلت مبالاته بعواقب أعماله فكملت فيه أسباب القسوة والجرأة على الناس .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=29011_31913وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ .
هَذَا حِكَايَةُ كَلَامٍ صَدَرَ مِنْ
مُوسَى فِي غَيْرِ حَضْرَةِ
فِرْعَوْنَ لَا مَحَالَةَ ، لِأَنَّ
مُوسَى لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ يَضُمُّهُ مَلَأُ اسْتِشَارَةِ
فِرْعَوْنَ حِينَ قَالَ لِقَوْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=26ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلَكِنَّ
مُوسَى لَمَّا بَلَغَهُ مَا قَالَهُ
فِرْعَوْنُ فِي مِلَئِهِ قَالَ
مُوسَى فِي قَوْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ ، وَلِذَلِكَ حُكِيَ فِعْلُ قَوْلِهِ مَعْطُوفًا بِالْوَاوِ لِأَنَّ ذَلِكَ الْقَوْلَ لَمْ يَقَعْ فِي مُحَاوَرَةٍ مَعَ مَقَالِ
فِرْعَوْنَ بِخِلَافِ الْأَقْوَالِ الْمَحْكِيَّةِ فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=31قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ .
وَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ خِطَابٌ لِقَوْمِهِ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ تَطْمِينًا لَهُمْ وَتَسْكِينًا لِإِشْفَاقِهِمْ عَلَيْهِ مِنْ بَطْشِ
فِرْعَوْنَ .
وَالْمَعْنَى : إِنِّي أَعْدَدْتُ الْعُدَّةَ لِدَفْعِ بَطْشِ
فِرْعَوْنَ الْعَوْذَ بِاللَّهِ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ وَفِي مُقَدِّمَةِ هَؤُلَاءِ الْمُتَكَبِّرِينَ
فِرْعَوْنُ .
وَمَعْنَى ذَلِكَ : أَنَّ
مُوسَى عَلِمَ أَنَّهُ سَيَجِدُ مُنَاوِينَ مُتَكَبِّرِينَ يَكْرَهُونَ مَا أَرْسَلَهُ اللَّهُ بِهِ إِلَيْهِمْ ، فَدَعَا رَبَّهُ وَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ ضَمِنَ لَهُ الْحِفْظَ وَكَفَاهُ ضَيْرَ كُلِّ مُعَانِدٍ ، وَذَلِكَ مَا حُكِيَ فِي سُورَةِ طه
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=45قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا اسْمَعُ وَأَرَى [ ص: 127 ] فَأَخْبَرَ
مُوسَى قَوْمَهُ بِأَنَّ رَبَّهُ حَافِظٌ لَهُ لِيَثِقُوا بِاللَّهِ كَمَا كَانَ مَقَامُ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَانَ فِي أَوَّلِ الْبَعْثَةِ تَحْرُسُهُ أَصْحَابُهُ فِي اللَّيْلِ فَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=94فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=95إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الْآيَةَ أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِأَنْ يَتَخَلُّوا عَنْ حِرَاسَتِهِ .
وَتَأْكِيدُ الْخَبَرِ بِحَرْفِ ( إِنَّ ) مُتَوَجِّهٌ إِلَى لَازِمِ الْخَبَرِ وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ ضَمِنَ لَهُ السَّلَامَةَ وَأَكَّدَ ذَلِكَ لِتَنْزِيلِ بَعْضِ قَوْمِهِ أَوْ جُلِّهِمْ مَنْزِلَةَ مَنْ يَتَرَدَّدُ فِي ذَلِكَ لِمَا رَأَى مِنْ إِشْفَاقِهِمْ عَلَيْهِ .
وَالْعَوْذُ : الِالْتِجَاءُ إِلَى الْمَحَلِّ الَّذِي يَسْتَعْصِمُ بِهِ الْعَائِذُ فَيَدْفَعُ عَنْهُ مَنْ يَرُومُ ضُرَّهُ ، يُقَالُ : عَاذَ بِالْجَبَلِ ، وَعَاذَ بِالْجَيْشِ ، وَقَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=98فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
وَعَبَّرَ عَنِ الْجَلَالَةِ بِصِفَةِ الرَّبِّ مُضَافًا إِلَى ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ لِأَنَّ فِي صِفَةِ الرَّبِّ إِيمَاءً إِلَى تَوْجِيهِ الْعَوْذِ بِهِ لِأَنَّ الْعَبْدَ يَعُوذُ بِمَوْلَاهُ .
وَزِيَادَةُ وَصْفِهِ بِرَبِّ الْمُخَاطَبِينَ لِلْإِيمَاءِ إِلَى أَنَّ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يَجْزَعُوا مِنْ مُنَاوَاةِ
فِرْعَوْنَ لَهُمْ وَأَنَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَعُوذُوا بِاللَّهِ مِنْ كُلِّ مَا يُفْظِعُهُمْ .
وَجُعِلَتْ صِفَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=27لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ مُغْنِيَةً عَنْ صِفَةِ الْكُفْرِ أَوِ الْإِشْرَاكِ لِأَنَّهَا تَتَضَمَّنُ الْإِشْرَاكَ وَزِيَادَةً ، لِأَنَّهُ إِذَا اجْتَمَعَ فِي الْمَرْءِ التَّجَبُّرُ وَالتَّكْذِيبُ بِالْجَزَاءِ قَلَّتْ مُبَالَاتُهُ بِعَوَاقِبِ أَعْمَالِهِ فَكَمُلَتْ فِيهِ أَسْبَابُ الْقَسْوَةِ وَالْجُرْأَةِ عَلَى النَّاسِ .