الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 402 ) فصل : وروي عن أحمد أنه قال : المسح أفضل . يعني من الغسل ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إنما طلبوا الفضل . وهذا مذهب الشافعي ، والحكم ، وإسحاق ; لأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن الله يحب أن يؤخذ برخصه } . { وما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين ، إلا اختار أيسرهما } ; ولأن فيه مخالفة أهل البدع ، وقد روي عن سفيان الثوري أنه قال لشعيب بن حرب : لا ينفعك ما كتبت ، حتى ترى المسح على الخفين أفضل من الغسل . وروى حنبل ، عن أحمد ، أنه قال : كله جائز ، المسح والغسل ، ما في قلبي من المسح شيء ، ولا من الغسل .

                                                                                                                                            وهذا قول ابن المنذر . وروي عن ابن عمر ، أنه أمرهم أن يمسحوا على خفافهم ، وخلع خفيه ، وتوضأ ، وقال : حبب إلي الوضوء . وقال ابن عمر : إني لمولع بغسل قدمي ، فلا تقتدوا بي . وقيل : الغسل أفضل ; لأنه المفروض في كتاب الله تعالى ، والمسح رخصة . وقد ذكرنا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن الله يحب أن تقبل رخصه } .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية