الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الثاني عشر : خطاب التهكم . وهو الاستهزاء بالمخاطب ، مأخوذ من " تهكم البئر " إذا تهدمت كقوله - تعالى - : ذق إنك أنت العزيز الكريم ( الدخان : 49 ) وهو خطاب لأبي جهل ؛ لأنه قال : ما بين جبليها - يعني مكة - أعز ولا أكرم مني .

وقال : فبشرهم بعذاب أليم ( التوبة : 34 ) جعل العذاب مبشرا به . وقوله : هذا نزلهم يوم الدين ( الواقعة : 56 ) . وقوله : وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم ( الواقعة : 92 - 94 ) والنزل لغة : هو الذي يقدم للنازل تكرمة له قبل حضور الضيافة .

وقوله - تعالى - : سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ( الرعد : 10 و 11 ) .

على تفسير المعقبات بالحرس حول السلطان ، يحفظونه - على زعمه - من أمر الله ، وهو تهكم ، فإنه لا يحفظه من أمر الله إذا جاءه .

[ ص: 360 ] وقوله - تعالى - : قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ( الأحزاب : 18 ) وهو - تعالى - يعلم حقيقتهم و يعلم ما يسرون وما يعلنون ( هود : 5 ) لا تخفى عليه خافية .

وقوله - تعالى - : وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ( الواقعة : 43 و 44 ) وذلك لأن الظل من شأنه الاسترواح واللطافة ، فنفي هنا ، وذلك أنهم لا يستأهلون الظل الكريم .

التالي السابق


الخدمات العلمية