الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قل للمخلفين من الأعراب [ ص: 200 ] ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد [16] يقال : كيف تدعون إلى القتال ، وقد قال ( ولن تقاتلوا معي عدوا ) ورد عليهم قولهم ( ذرونا نتبعكم )؟ فالجواب عن هذا أنه إنما قال : ( ولن تقاتلوا معي عدوا ) وهؤلاء لم يدعوا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم يدلك على ذلك أن بعده ( وإن تتولوا كما توليتم من قبل ) ويعضد هذا الجواب جماعة الحجة أن أبا بكر وعمر رحمهما الله هما اللذان دعيا الأعراب إلى القتال ، كما قال ابن عباس في قوله جل وعز ( ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد ) قال : إلى بني حنيفة أصحاب مسيلمة قال : ويقال إلى فارس والروم . قال مجاهد وعطية العوفي : "إلى قوم أولي بأس شديد" قال : فارس . قال أبو جعفر : فكانت في هذه الآية دلالة على إمامة أبي بكر وعمر وفضلهما رضي الله عنهما وأنهما أخذا الإمامة باستحقاق لقول الله جل وعز ( فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا ) ولا يجوز أن يعطي الله جل وعز أجرا حسنا إلا لمن قاتل على حق مع إمام عادل . قال الكسائي : ( تقاتلونهم أو يسلمون ) على النسق . وقال أبو إسحاق : "أو يسلمون" مستأنف . والمعنى أو هم يسلمون . قال الكسائي : وفي قراءة أبي بن كعب ( أو يسلموا ) بمعنى حتى يسلموا ، والبصريون يقولون : بمعنى إلى أن كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        أو نموت فنعذرا



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية