الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ترك الشفاعة للسارق إذا بلغ السلطان

                                                                                                          وحدثني عن مالك عن ابن شهاب عن صفوان بن عبد الله بن صفوان أن صفوان بن أمية قيل له إنه من لم يهاجر هلك فقدم صفوان بن أمية المدينة فنام في المسجد وتوسد رداءه فجاء سارق فأخذ رداءه فأخذ صفوان السارق فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقطع يده فقال له صفوان إني لم أرد هذا يا رسول الله هو عليه صدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا قبل أن تأتيني به

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          9 - باب ترك الشفاعة للسارق إذا بلغ السلطان

                                                                                                          1579 1521 - ( مالك عن ابن شهاب ) الزهري ( عن صفوان بن عبد الله بن صفوان ) بن أمية الأموي التابعي الثقة قال ابن عبد البر : رواه جمهور أصحاب مالك مرسلا ، ورواه أبو عاصم النبيل وحده عن مالك عن الزهري عن صفوان بن عبد الله عن جده فوصله ، ورواه شبابة بن سوار عن مالك عن الزهري عن عبد الله بن صفوان عن أبيه ( أن صفوان بن أمية ) بن خلف بن وهب بن قدامة بن جمح القرشي المكي صحابي من المؤلفة ، مات أيام قتل عثمان ، وقيل سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ( قيل له إنه من لم يهاجر هلك ) وكأن قائل ذلك لم يسمع قوله صلى الله عليه وسلم : " لا هجرة بعد الفتح " وفي رواية أخرجها أبو عمر أنه قيل له إنه لا يدخل الجنة إلا من قد هاجر فقال : لا أنزل منزلي حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم ( فقدم صفوان بن أمية المدينة فنام في المسجد ) النبوي ( وتوسد رداءه ) جعله وسادة تحت رأسه ( فجاء سارق فأخذ رداءه فأخذ صفوان السارق فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تقطع يده فقال صفوان : لم أرد هذا يا رسول الله ) وإنما أردت تأديبه أو نحو ذلك ( هو عليه صدقة ) [ ص: 252 ] مني كأنه ظن أن القطع موكول إلى إرادته ; لأن ذلك كان قبل أن يتفقه في الدين ( فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهلا ) بشد اللام ( قبل أن تأتيني به ) فإن الحدود إذا انتهت إلي فليس لها مترك ، كما زاده في بعض طرق حديث المخزومية .

                                                                                                          وعند الدارقطني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع سارق رداء صفوان من المفصل " أي مفصل الكوع .

                                                                                                          وعند النسائي من وجه آخر عن صفوان قال : " كنت نائما في المسجد على خميصة لي ، ثمن ثلاثين درهما فجاء رجل فاختلسها مني ، فأخذ الرجل فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بقطعه فقلت له : أتقطعه من أجل ثلاثين درهما أنا أمتعه ثمنها ، فقال : فهلا كان هذا قبل أن تأتيني به ؟ " .




                                                                                                          الخدمات العلمية