الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق [27]

                                                                                                                                                                                                                                        ثم بين الرؤيا بقوله عز وجل ( لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله [ ص: 204 ] آمنين ) وتكلم العلماء في معنى "إن شاء الله" هنا لأن الاستثناء لا يكون في البشارة فيكون فيها فائدة إنما الاستثناء من المخلوقين؛ لأنهم لا يعرفون عواقب الأمور فقيل الاستثناء من آمنين . وقيل إنما حكي ما كان في الرؤيا وقيل خوطب الناس بما يعرفون ومن حسن ما فيه أن يكون الاستثناء لمن قتل منهم أو مات ، وقد زعم بعض أهل اللغة أن المعنى لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله . وزعم أنه مثل قوله ( وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ) وأن مثله : ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) . وهذا قول لا يعرج عليه ، ولا يعرف أحد من النحويين "إن" بمعنى "إذ" وإنما تلك "أن" فغلط وبينهما فصل في اللغة والأحكام عند الفقهاء والنحويين ( محلقين رءوسكم ومقصرين ) نصب على الحال ، وهي حال مقدرة . وزعم الفراء أنه يجوز "محلقون رؤوسكم ومقصرون" بمعنى بعضكم كذا وبعضكم كذا وأنشد :


                                                                                                                                                                                                                                        وغودر البقل ملوي ومحصود



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية