الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        محمد رسول الله [29]

                                                                                                                                                                                                                                        مبتدأ وخبره ( والذين معه أشداء على الكفار ) مثله . وروى قرة عن الحسن أنه قرأ ( والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) بالنصب على الحال وخبر "الذين" "تراهم" ، ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب بإضمار فعل يفسره تراهم . ( ركعا سجدا ) على الحال ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) أي علامتهم . وأصح ما قيل فيه أنهم يوم القيامة يعرفون بالنور الذي في وجوههم . وفي الحديث "تأتي أمتي غرا محجلين" ( ذلك مثلهم ) مبتدأ وخبره ( في التوراة ) تمام الكلام على قول الضحاك وقتادة ، ويكون ( ومثلهم في الإنجيل ) مبتدأ ، وخبره ( كزرع ) ، وعلى قول مجاهد التمام ( ومثلهم في الإنجيل ) تعطف مثلا على مثل ثم تبتدئ "كزرع" أي هم كزرع . ( أخرج شطأه ) عن ابن عباس قال : السنبلة بعد أن كانت وحدها تخرج معها سبع سنابل وأكثر ، وروى حميد عن أنس ( أخرج شطأه ) قال : نباته وفراخه . قال أبو جعفر : إن خففت الهمزة قلت شطه فألقيت حركتها على الطاء وحذفتها ( فآزره ) قال أهل اللغة : أي لحق بالأمهات . وأصل آزره قواه ( فاستغلظ فاستوى على سوقه ) جمع ساق على فعول حذف منه ( يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) قيل : الكفار ههنا [ ص: 206 ] الزراع؛ لأنهم يغطون الزرع ، وقيل : هم الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم . وهذا أولى؛ لأنه لا يجوز يعجب الزراع ليغيظ بهم الزراع ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) تكون "منهم" لبيان الجنس أولى؛ لأنها إذا جعلت للتبعيض كان معنى آمنوا ثبتوا ، وذلك مجاز ولا يحمل الشيء على المجاز ومعناه صحيح على الحقيقة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية