الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  747 (باب جهر الإمام بالتأمين )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان حكم جهر الإمام وجهر الناس بالتأمين على وزن التفعيل من أمن يؤمن إذا قال آمين وهو بالمد والتخفيف في جميع الروايات وعند جميع القراء كذلك ، وحكى الواحدي عن حمزة والكسائي الإمالة فيها ، وفيها ثلاث لغات أخر وهي شاذة ، الأولى : القصر ، حكاه ثعلب ، وأنكر عليه ابن درستويه ، الثانية : القصر مع التشديد ، والثالثة : المد مع التشديد ، وجماعة من أهل اللغة قالوا : إنهما خطأ ، وقال عياض : حكي عن الحسن المد والتشديد ، قال : وهي شاذة مردودة ، ونص ابن السكيت وغيره من أهل اللغة على أن التشديد لحن العوام ، وهو خطأ في المذاهب الأربعة ، واختلفت الشافعية في بطلان الصلاة بذلك ، وفي التجنيس ولو قال آمين بتشديد الميم في صلاته تفسد ، وإليه أشار صاحب الهداية بقوله والتشديد خطأ فاحش ولكنه لم يذكر هنا فساد الصلاة به لأن فيه خلافا ، وهو أن الفساد قول أبي حنيفة ، وعندهما لا تفسد لأنه يوجد في القرآن مثله ، وهو قوله تعالى : ولا آمين البيت الحرام وعلى قولهما الفتوى ، وأما وزن آمين فليس من أوزان كلام العرب وهو مثل هابيل وقابيل ، وقيل هو تعريب همين ، وقيل أصله يا الله استجب دعاءنا وهو اسم من أسماء الله تعالى إلا أنه أسقط اسم النداء فأقيم المد مقامه فلذلك أنكر جماعة القصر فيه وقالوا المعروف فيه المد ، وروى عبد الرزاق ، عن أبي هريرة بإسناد ضعيف أنه اسم من أسماء الله تعالى ، وعن هلال بن يساف التابعي مثله وهو اسم فعل مثل صه بمعنى اسكت ويوقف عليه بالسكون فإن وصل بغيره حرك لالتقاء الساكنين ويفتح طلبا للخفة لأجل البناء كأين وكيف ، وأما معناه فقيل ليكن كذلك ، وقيل أقبل ، وقيل لا تخيب رجاءنا ، وقيل لا يقدر على هذا غيرك ، وقيل طابع الله على عباده يدفع به [ ص: 48 ] عنهم الآفات ، وقيل هو كنز من كنوز العرش لا يعلم تأويله إلا الله ، وقيل من شدد ومد فمعناه قاصدين إليك ، ونقل ذلك عن جعفر الصادق ، وقيل من قصر وشدد فهي كلمة عبرانية أو سريانية ، وعن أبي زهير النميري قال : " وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل ألح في الدعاء فقال صلى الله عليه وسلم : وجب إن ختم ، فقال رجل من القوم : بأي شيء يختم ؟ قال : بآمين ، فإنه إن ختم بآمين فقد وجب " رواه أبو داود ، قلت : أبو زهير صحابي وهو بضم الزاي وفتح الهاء ، وفي المجتبى لا خلاف أن آمين ليس من القرآن حتى قالوا بارتداد من قال إنه منه ، وإنه مسنون في حق المنفرد والإمام والمأموم والقارئ خارج الصلاة ، واختلف القراء في التأمين بعد الفاتحة إذا أراد ضم سورة إليها ، والأصح أنه يأتي بها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية