الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 16] والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد .

                                                                                                                                                                                                                                      والذين يحاجون في الله أي: يخاصمون في دينه الذي ابتعث به خاتم أنبيائه، وهم الذين أورثوا الكتاب، المذكورون قبل، ليصدوا عن الهدى طمعا في عود الجاهلية: من بعد ما استجيب له أي: استجاب له الناس; أي: بالاستسلام والانقياد لدينه حسبما قادهم إليه العقل السليم، والنظر الصحيح، وسيرة الداعي، وهديه، وحسن دعوته، وتصديق الكتب المنزلة له، وسلامة الفطرة: حجتهم داحضة أي: زائلة لأنها في باطل. والباطل لا بقاء له مع قوة الحق: عند ربهم أي: في حكمه وقضائه وتقديره. قال أبو السعود : وإنما عبر عن أباطيلهم بالحجة، مجاراة معهم على زعمهم الباطل: وعليهم غضب أي: عظيم، لمكابرتهم الحق بعد ظهوره: ولهم عذاب شديد وهو عذاب النار.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية