الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم

                                                                                                                              وقال النووي : (باب فضائل الصحابة ، رضي الله تعالى عنهم) .

                                                                                                                              [ تعريف الصحابي ]

                                                                                                                              قال البخاري "في صحيحه" من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ، أو رآه من المسلمين : فهو من أصحابه.

                                                                                                                              قلت : والاكتفاء بمجرد الرؤية ، من غير مجالسة ، ولا مماشاة ، ولا مكالمة : مذهب الجمهور من المحدثين ، والأصوليين : لشرف منزلته صلى الله عليه وآله وسلم . فإنه - كما صرح به غير واحد - : إذا رآه مسلم ، أو رأى مسلما لحظة : طبع قلبه على الاستقامة ؛ إذ إنه بإسلامه :

                                                                                                                              [ ص: 256 ] متهيئ للقبول . فإذا قابل ذلك النور المحمدي : أشرق عليه ، فظهر أثره في قلبه ، وعلى جوارحه .

                                                                                                                              "والصحبة" لغة : تتناول ساعة فأكثر . وأهل الحديث - كما قال النووي - : قد نقلوا الاستعمال في الشرع والعرف ، على وفق اللغة . وإليه ذهب الآمدي ، واختاره ابن الحاجب .

                                                                                                                              فلو حلف "لا يصحبه" : حنث بلحظة .

                                                                                                                              وعد "الحافظ ابن حجر" في الصحابة كل من حضر معه صلى الله عليه وآله وسلم "حجة الوداع" : من أهل مكة ، والمدينة ، والطائف ، وما بينهما من الأعراب ، وكانوا أربعين ألفا : لحصول رؤيتهم له صلى الله عليه وآله وسلم . وإن لم يرهم هو . بل ومن كان مؤمنا به زمن الإسراء : إن ثبت أنه صلى الله عليه وآله وسلم : كشف له في ليلته عن جميع من في الأرض فرآه وإن لم يلقه : لحصول الرؤية من جانبه صلى الله عليه وآله وسلم .

                                                                                                                              وأما "ابن أم مكتوم" وغيره ؛ ممن كان من الصحابة أعمى : فيدخل في قوله : "ومن صحب" .

                                                                                                                              وكذا في قوله : "أو رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم" ، على ما لا يخفى .

                                                                                                                              [ ص: 257 ] وموضع بسط الكلام ، على هذا المرام : "كتب أصول الحديث" فراجعها ، وراجع منها كتابنا : "منهج الوصول ، إلى اصطلاح أحاديث الرسول" .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              الخدمات العلمية