الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 45 - 47] وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا إن الظالمين في عذاب مقيم وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5253 ] وتراهم يعرضون عليها أي: النار.

                                                                                                                                                                                                                                      خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي أي: من طرف قد خفي من ذله وصغاره: وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة أي: بالتعريض للعذاب المخلد، وتفويت النعيم المؤبد. ألا إن الظالمين في عذاب مقيم وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل استجيبوا لربكم أي: أجيبوا أيها الناس داعي الله، وآمنوا به. من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله أي: لا يرده الله بعد ما حكم به ف: (من)، صلة (مرد)، أو هي صلة (يأتي); أي: من قبل أن يأتي يوم من الله لا يمكن رده: ما لكم من ملجإ يومئذ وما لكم من نكير أي: إنكار لما اقترفتموه; لأنه محصي عليكم، أو نكير ينكر على الله في مؤاخذتكم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية