الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          وإن قال : له علي ألف زيوف . وفسره بما لا فضة فيه لم يقبل فإن فسره بمغشوشة قبل ، وإن قال : له علي دراهم ناقصة . لزمته ناقصة .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( وإن قال : له علي ألف زيوف . وفسره بما لا فضة فيه لم يقبل ) لأنها ليست دراهم على الحقيقة ، فيكون تفسيره به رجوعا عما أقر به فلم يقبل كاستثناء الكل .

                                                                                                                          وفي " الكافي " : إذا أقر بذلك ، ثم فسره بما لا قيمة له ، لم يقبل ; لأنه ثبت في [ ص: 339 ] ذمته شيئا وما لا قيمة له لا يثبت فيها .

                                                                                                                          وظاهره : أنه إذا فسره بما له قيمة أنه يقبل . وقوة كلامه هنا تقتضي أنه ألف درهم ، إذ لو لم يكن كذلك لصح إطلاقه على الفلوس ; لأنها توصف بالألف . ( وإن فسره بمغشوشة ) أو معيبة عيبا ينقصها ( قبل ) لأنه صادق . ( وإن قال : له علي دراهم ناقصة لزمته ناقصة ) في الأصح ; لأنه إن كانت دراهم البلد ناقصة كان إقراره مقيدا ، وإن كانت وازنة كان ذلك بمنزلة الاستثناء .

                                                                                                                          وقال القاضي : إذا قال : له علي دراهم ناقصة . قبل قوله .

                                                                                                                          وإن قال : صغار وللناس دراهم صغار . قبل قوله أيضا . وإن لم يكن لهم صغار لزمته وازنة ، كما لو قال : درهم . فإنه يلزمه درهم وازن . وذكر في " الكافي " : أنه يحتمل أن لا يقبل تفسيره بناقص ; لأنه يحتمل أن يكون صغيرا في ذاته وهو وازن .

                                                                                                                          فرع : إذا قال : له علي ألف وازن . فقيل : يلزمه العدد والوزن . وقيل : يلزمه وازنه . وفي " الرعاية " : لو أقر له بمائة وازنة ، ودفع إليه خمسين وزنها مائة ، لم يجزئه دون مائة وازنة . وقيل : بلى . وإن قال : عددا . لزماه ; لأن إطلاق الدرهم يقتضي الوزن ، وذكر العدد لا ينافيها فوجب الجمع بينهما ، فإن كان ببلد يتعاملون بها عددا فالوجهان .

                                                                                                                          وإن قال : له علي درهم كبير . لزمه درهم إسلامي وازن ; لأنه كبير في [ ص: 340 ] العرف .

                                                                                                                          وكذا لو قال : دريهم ؛ لأن التصغير قد يكون لصغره في ذاته ، وقد يكون لقلة قدره عنده ، وقد يكون لمحبته . قال في " الفروع " : ويتوجه في دريهم يقبل تفسيره .



                                                                                                                          الخدمات العلمية