الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4402 باب مرافقة الصديق والفاروق النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                              وذكره النووي ، في (باب فضائل عمر رضي الله عنه) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 185 جـ 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن ابن أبي مليكة قال سمعت ابن عباس يقول وضع عمر بن الخطاب على سريره فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه (قبل أن يرفع) وأنا فيهم، قال: فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت إليه، فإذا هو علي فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك؛ وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "جئت: أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر .

                                                                                                                              فإن كنت لأرجو أو لأظن أن يجعلك الله معهما )
                                                                                                                              .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              [ ص: 283 ] (عن ابن عباس) رضي الله عنهما، (قال : وضع عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه لما مات ، رضي الله عنه : (على سريره) . السرير هنا : النعش .

                                                                                                                              (فتكنفه الناس) ، أي أحاطوا به (يدعون ويثنون ، ويصلون عليه ، "قبل أن يرفع" . وأنا فيهم . قال : فلم يرعني : بفتح الياء ، وضم الراء . معناه : لم يفجأني ، (إلا برجل) هكذا هو في النسخ : "بالباء" . أي : لم يفجأني الأمر ، أو الحال : إلا برجل (قد أخذ بمنكبي من ورائي . فالتفت إليه ، فإذا هو علي ، رضي الله عنه) . فترحم على عمر ، وقال : ما خلفت أحدا ، أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله : منك . وايم الله ! إن كنت لأظن : أن يجعلك الله مع صاحبيك) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم . وأبي بكر : تدفن معهما . (وذلك أني كنت أكثر ما أسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : جئت أنا ، وأبو بكر، وعمر . ودخلت أنا ، وأبو بكر ، وعمر . وخرجت أنا ، وأبو بكر، وعمر" . فإن كنت لأرجو- أو لأظن - أن يجعلك الله معهما) في الحجرة.

                                                                                                                              [ ص: 284 ] قال النووي : في هذا الحديث : فضيلة أبي بكر ، وعمر . وشهادة علي لهما ، وحسن ثنائه عليهما ، وصدق ما كان يظنه بعمر - قبل وفاته - ، رضي الله عنهم أجمعين . انتهى.

                                                                                                                              وهذا الحديث ، يرد على من يزعم من الروافض وغيرهم : أن عليا كان يبغضهما لأنهما غصبا حقه . فإن هذا الكلام والثناء وقع منه "كرم الله وجهه" : على جنازته ، حيث لا تقية ، ولا شيء يدعو إلى التفوه بذلك . فقاتلهم الله ! أنى يؤفكون !.




                                                                                                                              الخدمات العلمية