الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ( 13 ) )

يقول تعالى ذكره : لا تهربوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه : يقول : إلى ما أنعمتم فيه من عيشتكم ومساكنكم .

كما حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله ( لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ) يعني من نزل به العذاب في الدنيا ممن كان يعصي الله من الأمم .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن [ ص: 418 ] مجاهد قوله ( لا تركضوا ) لا تفروا .

حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد مثله .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة ( وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ) يقول : ارجعوا إلى دنياكم التي أترفتم فيها .

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة ( وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ) قال : إلى ما أترفتم فيه من دنياكم .

واختلف أهل التأويل في معنى قوله ( لعلكم تسألون ) فقال بعضهم : معناه : لعلكم تفقهون وتفهمون بالمسألة .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ( لعلكم تسألون ) قال : تفقهون .

حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد ( لعلكم تسألون ) قال : تفقهون .

وقال آخرون : بل معناه لعلكم تسألون من دنياكم شيئا على وجه السخرية والاستهزاء .

ذكر من قال ذلك :

حدثني بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة ( لعلكم تسألون ) استهزاء بهم .

حدثني محمد بن عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة ( لعلكم تسألون ) من دنياكم شيئا ، استهزاء بهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية