الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : الله ولي الذين آمنوا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن المنذر والطبراني ، عن ابن عباس في قوله : الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور . قال : هم قوم كانوا كفروا بعيسى فآمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات . قال : هم قوم آمنوا بعيسى ، فلما بعث محمد كفروا به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد ومقسم ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن قتادة في قوله : يخرجهم من الظلمات إلى النور يقول : من الضلالة إلى الهدى ، وفي قوله : [ ص: 203 ] يخرجونهم من النور إلى الظلمات . يقول : من الهدى إلى الضلالة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال : الظلمات : الكفر، والنور : الإيمان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : ما كان فيه " الظلمات " و " النور " فهو الكفر والإيمان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم من طريق موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد قال : يبعث أهل الأهواء وتبعث الفتن، فمن كان هواه الإيمان كانت فتنته بيضاء مضيئة، ومن كان هواه الكفر كانت فتنته سوداء مظلمة، ثم قرأ هذه الآية ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية