الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ؛ فمن قرأ: "أتاكم"؛ فمعناه: "جاءكم"؛ ومن قرأ: آتاكم ؛ فمعناه: "أعطاكم"؛ ومعنى "تفرحوا"؛ ههنا: لا تفرحوا فرحا شديدا؛ تأشروا فيه وتبطروا؛ ودليل ذلك: والله لا يحب كل مختال فخور ؛ فدل بهذا أنه ذم الفرح الذي يختال فيه صاحبه؛ ويبطر له؛ فأما الفرح بنعمة الله؛ والشكر عليها؛ فغير مذموم؛ وكذلك لكيلا تأسوا على ما فاتكم ؛ أي: لا تحزنوا حزنا يطغيكم؛ حتى يخرجكم إلى أن تلزموا أنفسكم الهلكة؛ ولا تعتدوا بثواب الله ما تسلبونه؛ وما فاتكم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية