الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4413 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب السابق) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 197 ج 15 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن نافع، عن ابن عمر، قال: لما توفي عبد الله بن أبي "ابن سلول" جاء ابنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه [ ص: 310 ] وسلم، فسأله: أن يعطيه قميصه أن يكفن فيه أباه، فأعطاه ثم سأله: أن يصلي عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليصلي عليه، فقام عمر: فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أتصلي عليه، وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما خيرني الله، فقال: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة [9 التوبة : 80] وسأزيد على سبعين" .

                                                                                                                              قال: إنه منافق. فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنزل الله، عز وجل: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره
                                                                                                                              " [ 9 التوبة : 84]) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عمر) رضي الله عنهما ؛ (قال : لما توفي عبد الله بن أبي ابن سلول) هكذا صوابه : أن يكتب "ابن سلول" بالألف ، ويعرب بإعراب "عبد الله" ، فإنه وصف ثان له ، لأنه "عبد الله بن أبي" ، وهو "عبد الله ابن سلول" أيضا . "فأبي" : أبوه "وسلول" : أمه. فنسب إلى أبويه جميعا ، ووصف بهما . وقد سبق بيان نظائره في الكتاب ، في مواضع .

                                                                                                                              (جاء ابنه ، عبد الله بن عبد الله : إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فسأله : أن يعطيه قميصه ، أن يكفن فيه أباه ، فأعطاه) .

                                                                                                                              [ ص: 311 ] قيل : إنما أعطاه قميصه ، وكفنه فيه : تطييبا لقلب ابنه ، فإنه كان صحابيا صالحا . وقد سأل ذلك ، فأجابه إليه .

                                                                                                                              وقيل : مكافأة لعبد الله المنافق ، الميت ، لأنه كان ألبس "العباس" حين أسر يوم بدر قميصا .

                                                                                                                              وفي هذا بيان عظيم مكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فقد علم ما كان من هذا المنافق من الإيذاء ، وقابله بالحسنى ، فألبسه قميصا كفنا . وصلى عليه ، واستغفر له . قال تعالى : وإنك لعلى خلق عظيم .

                                                                                                                              (ثم سأله : أن يصلي عليه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ليصلي عليه ، فقام عمر ، رضي الله عنه) ، فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : يا رسول الله ! أتصلي عليه ، وقد نهاك الله عز وجل : (أن تصلي عليه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "إنما خيرني الله ، فقال : استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم . وسأزيد على سبعين" . قال : إنه منافق . فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فأنزل الله ، عز وجل : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ، ولا تقم على قبره .

                                                                                                                              [ ص: 312 ] فيه : تحريم الصلاة، والدعاء له بالمغفرة ، والقيام على قبره للدعاء .

                                                                                                                              وفيه : موافقة الفاروق في منع الصلاة على أهل النفاق ؛ لحكم الله سبحانه وتعالى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية