الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ؛ أي: إذا خاليتم الرسول بالسر؛ فقدموا قبل ذلك صدقة؛ وافعلوا ذلك؛ وقيل: إن سبب ذلك أن الأغنياء كانوا يستخلون النبي - صلى الله عليه وسلم - فيسارونه بما يريدون؛ وكان الفقراء لا يتمكنون من النبي - صلى الله عليه وسلم - تمكنهم؛ ففرض عليهم [ ص: 140 ] الصدقة قبل النجوى؛ ليمتنعوا من ذلك؛ فروي أن عليا - رحمه الله - أراد أن يناجي النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فتصدق بدينار باعه بعشرة دراهم؛ قبل مناجاته؛ ثم نسخ ذلك الزكاة؛ فقال - عز وجل -: أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله ؛ أي: أطيعوه في كل أمر؛ ودخل في ذلك التفسح في المجلس؛ لتقارب الناس في الدنو من النبي - عليه السلام.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية