الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    سورة الروم

                                                                                                                                                                    338 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة الآية، وفي فاطر: (وكانوا) بزيادة "واو" وفي أول المؤمن: كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض وفي الأخيرة: كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض ؟

                                                                                                                                                                    [ ص: 294 ] جوابه:

                                                                                                                                                                    أن آية الروم لم يتقدمها قصص من تقدم ولا ذكرهم، فناسب إجمالها، ولذلك قال تعالى: وجاءتهم رسلهم .

                                                                                                                                                                    وآية المؤمن الأولى تقدمها ذكر نوح - عليه السلام - والأحزاب، وهم كل أمة برسولهم، فناسب ذلك بسط حالهم وإعادة لفظ (كانوا) و (هم) توكيدا وإشارة إلى ثانية من تقدم ذكرهم.

                                                                                                                                                                    وأما ثانية سورة المؤمن فإنها جاءت على الاختصار، وأما آية فاطر فوردت بعد قوله تعالى ما زادهم إلا نفورا استكبارا في الأرض ثم قال تعالى: ولن تجد لسنت الله تحويلا فناسب ذكر الواو العاطفة بخبر إن لمزيد حالهم في الدنيا من الشدة في القوة ولم تغن عنهم شيئا ولذلك أعقب ذلك بقوله تعالى: وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات الآية فكيف بهؤلاء؟!

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية