الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4428 باب في فضائل سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه

                                                                                                                              ونحوه في النووي .

                                                                                                                              وهو سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة. يجتمع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم : في "كلاب بن مرة" . "وأهيب" جد سعد: عم "آمنة" أم رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخو أبيها : "وهب" .

                                                                                                                              وأم سعد : "حمنة" بنت سفيان بن أمية ، بنت عم "أبي سفيان بن حرب" .

                                                                                                                              و"وقاص" بتشديد القاف . و"سعد" يقال له : "الزهري" .

                                                                                                                              وبنو زهرة : أخوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؛ لأن أمه "آمنة" منهم . وأقارب الأم : "أخوال" .

                                                                                                                              [ ص: 344 ] شهد "سعد" : بدرا ، والحديبية ، وسائر المشاهد . وهو أحد الستة الذين جعل عمر فيهم : "الشورى" . وكان مجاب الدعوة ، مشهورا بذلك . تجاب دعوته ، وترجى.

                                                                                                                              توفي سنة "خمس وخمسين" ، عن ثلاث وثمانين سنة .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 183 ج 15 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، أن عائشة قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة: ليلة، فقال: "ليت رجلا صالحا، من أصحابي: يحرسني الليلة!" قالت: فبينا نحن كذلك، سمعنا خشخشة سلاح. فقال: "من هذا؟" . قال: سعد بن أبي وقاص. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جاء بك؟" قال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فجئت أحرسه. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام" . وفي رواية ابن رمح: فقلنا: من هذا؟)

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة ، رضي الله عنها، قالت : سهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ مقدمه المدينة : ليلة ، فقال : "ليت رجلا صالحا ، [ ص: 345 ] من أصحابي : يحرسني الليلة !" قالت : فبينا نحن كذلك ؛ سمعنا خشخشة سلاح) أي : صوت سلاح ، صدم بعضه بعضا . (فقال : "من هذا ؟" قال : سعد بن أبي وقاص . فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "ما جاء بك ؟" قال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : فجئت أحرسه ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم نام) .

                                                                                                                              في هذا الحديث : جواز الاحتراس من العدو ، والأخذ بالحزم ، وترك الإهمال في موضع الحاجة إلى الاحتياط .

                                                                                                                              قال أهل العلم : وكان هذا ، قبل نزول قوله تعالى : والله يعصمك من الناس . لأنه صلى الله عليه وآله وسلم : ترك الاحتراس ، حين نزلت هذه الآية . وأمر أصحابه : بالانصراف عن حراسته .

                                                                                                                              وفي الحديث : تصريح بأن هذا ، كان في أول قدومه المدينة .

                                                                                                                              ومعلوم : أن الآية نزلت بعد ذلك بأزمان .

                                                                                                                              وفيه : فضيلة ظاهرة لسعد ، ودعاء منه صلى الله عليه وآله وسلم له ، "رضي الله عنه" .




                                                                                                                              الخدمات العلمية