الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4431 (باب منه)

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              [ ص: 346 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 184، 185 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عامر بن سعد، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: جمع له أبويه -يوم أحد- قال: كان رجل من المشركين، قد أحرق المسلمين، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ارم، فداك أبي وأمي" قال: فنزعت له بسهم، ليس فيه نصل: فأصبت جنبه، فسقط. فانكشفت عورته، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذه .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عامر بن سعد، عن أبيه ؛ أن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم : جمع له أبويه - يوم أحد . قال : كان رجل من المشركين ، قد أحرق المسلمين) أي : أثخن فيهم ، وعمل فيهم نحو عمل النار . (فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "ارم فداك أبي وأمي") .

                                                                                                                              قال علي ، عليه السلام : ما جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أبويه لأحد ، غير سعد بن مالك ، فإنه جعل يقول له - يوم أحد - : ارم الخ. رواه مسلم .

                                                                                                                              وروي أيضا : عن سعد؛ أنه قال : لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أبويه يوم أحد" يعني : قال : "فداك أبي [ ص: 347 ] وأمي" . كما فعل ذلك للزبير . وتقدم . وقد جاء جمعهما لغيرهما ، أيضا . فيحمل قول علي : على نفي علم نفسه. أي لا أعلمه جمعهما ، إلا لسعد .

                                                                                                                              وفي هذا جواز التفدية بالأبوين ، وبه قال جماهير العلماء . وكرهه عمر بن الخطاب ، والحسن البصري . ولعل الحديث لم يبلغهما . وإلا ، قالا به قطعا . وكره بعضهم : التفدية بالمسلم من أبويه . قال النووي : والصحيح : الجواز مطلقا. لأنه ليس فيه حقيقة فداء ؟ وإنما هو كلام ، وألطاف ، وإعلام بمحبته له ومنزلته .

                                                                                                                              وقد وردت الأحاديث الصحيحة : بالتفدية مطلقا .

                                                                                                                              وفي الحديث : فضيلة الرمي ، والحث عليه ، والدعاء لمن فعل خيرا.

                                                                                                                              (قال : فنزعت له بسهم) ، أي : رميته بسهم (ليس فيه نصل) أي : زج (فأصبت جنبه ، فسقط) بالجيم والنون ، هكذا هو في معظم النسخ .

                                                                                                                              وفي بعضها "حبته" بحاء ، وباء مشددة ، أي : "حبة قلبه" . والأول أظهر .

                                                                                                                              (وانكشفت عورته ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله [ ص: 348 ] وسلم؛ أي : فرحا بقتله "عدوه" ، لا لانكشافه . (حتى نظرت إلى نواجذه) بالذال المعجمة . أي : أنيابه . وقيل : "أضراسه" .




                                                                                                                              الخدمات العلمية