الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4444 باب في فضائل أبي عبيدة بن الجراح ، رضي الله عنه

                                                                                                                              ونحوه في النووي .

                                                                                                                              و "عبيدة" : بضم العين وفتح الباء . هو عامر بن عبد الله بن الجراح : بتشديد الراء بعد الجيم المفتوحة ، ابن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر . يجتمع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم : في فهر.

                                                                                                                              وأمه من بني الحارث بن فهر. أسلمت . وقتل أبوه كافرا يوم بدر .

                                                                                                                              ويقال : إنه هو الذي قتله.

                                                                                                                              وتوفي "أبو عبيدة" وهو أمير على الشام ، من قبل عمر ، رضي الله عنه: بالطاعون. سنة "ثمان عشرة" .

                                                                                                                              وكان طويلا نحيفا، أثرم الثنيتين ، خفيف اللحية . "والأثرم" : الساقط الثنية . وسبب "ثرمه" : أنه كان انتزع سهمين ، من جبهة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يوم أحد : بثنيتيه ، فسقطتا .

                                                                                                                              [ ص: 354 ] (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 192 ج 15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن حذيفة، قال: جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! ابعث إلينا رجلا أمينا. فقال: "لأبعثن إليكم رجلا أمينا: حق أمين، حق أمين" . قال: فاستشرف لها الناس. قال: فبعث أبا عبيدة بن الجراح ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن حذيفة ، رضي الله عنه، قال : جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقالوا : يا رسول الله ! ابعث إلينا رجلا أمينا . فقال : "لأبعثن إليكم رجلا أمينا : حق أمين ، حق أمين") .

                                                                                                                              فيه توكيد . والإضافة فيه ، نحو قوله : إن زيدا لعالم حق عالم ، وجد عالم . أي : عالم حقا ، وجدا . يعني : عالما يبالغ في العلم جدا ، ولا يترك من الجد المستطاع منه شيئا .

                                                                                                                              (قال : فاستشرف لها الناس) . أي : تطلعوا إلى الولاية ، ورغبوا فيها ، حرصا على أن يكون هو الأمين الموعود في الحديث. لا حرصا على الولاية ، من حيث هي .

                                                                                                                              (قال : فبعث أبا عبيدة بن الجراح) .

                                                                                                                              قال النووي : "الأمين" هو الثقة . قال العلماء : الأمانة مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة ، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : خط بعضهم بصفات غلبت عليهم ، وكانوا بها أخص .

                                                                                                                              [ ص: 355 ] وفي رواية أخرى ؛ عن أنس ، عند مسلم : (أن أهل اليمن ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقالوا ابعث معنا رجلا يعلمنا السنة ، والإسلام . قال : فأخذ بيد أبي عبيدة ، فقال : "هذا أمين هذه الأمة".

                                                                                                                              وفي رواية : "إن لكل أمة أمينا . وإن أميننا - أيتها الأمة - : أبو عبيدة بن الجراح.

                                                                                                                              وحديث الباب : أخرجه البخاري : في "المغازي ، والفضائل" . والترمذي ، والنسائي : في "المناقب" . وابن ماجة : في "السنة" .




                                                                                                                              الخدمات العلمية