الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3764 (2) باب الأمر بالأكل باليمين والنهي عن الأكل بالشمال

                                                                                              [ 1911 ] عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله.

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 23) ومسلم (2020) (105) وأبو داود (3376) والترمذي (1800) والنسائي في الكبرى (6748).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (2 و 3 و 4) ومن باب الأمر بالأكل باليمين ومما يلي

                                                                                              (قوله: إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بها ) هذا الأمر على جهة الندب; لأنه من باب تشريف اليمين على الشمال، وذلك لأنها أقوى في الغالب، وأسبق للأعمال، وأمكن في الأشغال، ثم هي مشتقة من اليمن والبركة، وقد شرف الله تعالى أهل الجنة بأن نسبهم إليها، كما ذم أهل النار حين نسبهم إلى الشمال، فقال: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة [الواقعة: 8] وقال: وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين [الواقعة: 90 - 91] وقال [ ص: 296 ] عكس هذا في أصحاب الشمال.

                                                                                              وعلى الجملة: فاليمين وما نسب إليها، وما اشتق عنها محمود لسانا وشرعا ودنيا وآخرة، والشمال على النقيض من ذلك حتى قد قال شاعر من العرب:


                                                                                              أبيني أفي يمنى يديك جعلتني فأفرح أم صيرتني في شمالكا

                                                                                              وإذا كان هذا فمن الآداب المناسبة لمكارم الأخلاق، والسيرة الحسنة عند الفضلاء اختصاص اليمين بالأعمال الشريفة، والأحوال النظيفة، وإن احتيج في شيء منها إلى الاستعانة بالشمال فبحكم التبعية. وأما إزالة الأقذار، والأمور الخسيسة فبالشمال لما يناسبها من الحقارة والاسترذال.




                                                                                              الخدمات العلمية