nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=29013_29697_32424والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد
عطف على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وقل آمنت بما أنزل الله إلخ ، وهو يقتضي انتقال الكلام ، فلما استوفى حظ أهل الكتاب في شأن المحاجة معهم ، رجع إلى المشركين في هذا الشأن بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16والذين يحاجون في الله الآية .
وتغيير الأسلوب بالإتيان بالاسم الظاهر الموصول وكون صلته مادة الاحتجاج مؤذن بتغيير الغرض في المتحدث عنهم مع مناسبة ما ألحق به من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=18يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ، فالمقصود بـ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16الذين يحاجون في الله من بعد استجيب له : المشركون لأنهم يحاجون في شأن الله وهو الوحدانية دون
اليهود من أهل الكتاب ؛ فإنهم لا يحاجون في تفرد الله بالإلهية .
وعن
مجاهد أنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16الذين يحاجون في الله رجال طمعوا أن تعود الجاهلية بعد ما دخل الناس في الإسلام . ووقع في كلام
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : أنهم
اليهود والنصارى .
فمعنى محاجتهم في الله محاجتهم في دين الله ، أي إدخالهم على الناس الشك في صحة دين الإسلام أو في كونه أفضل من
اليهودية والنصرانية . ومحاجتهم هي ما يلبسوه به على المسلمين لإدخال الشك عليهم في اتباع الإسلام كقول المشركين
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا وقولهم في الأصنام
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18هؤلاء شفعاؤنا عند الله وقولهم في إنكار البعث
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد وقولهم
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا [ ص: 66 ] وكقول أهل الكتاب : نحن الذين على دين
إبراهيم ، وقولهم : كتابنا أسبق من كتاب المسلمين .
وإطلاق اسم الحجة على شبهاتهم مجاراة لهم بطريق التهكم ، والقرينة قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16داحضة عند ربهم .
ومفعول يحاجون محذوف دل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16من بعد ما استجيب له ، والتقدير : يحاجون المستجيبين لله من بعد ما استجابوا له ، أي استجابوا لدعوته على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
وحذف فاعل استجيب إيجازا لأن المقصود من بعد حصول الاستجابة المعروفة .
والداحضة : التي دحضت بفتح الحاء ، يقال : دحضت رجله تدحض : بفتح الحاء دحوضا ، أي زلت . استعير الدحض للبطلان بجامع عدم الثبوت كما لا تثبت القدم في المكان الدحض ، ولم يبين وجه دحضها اكتفاء بما بين في تضاعيف ما نزل من القرآن من الأدلة على فساد تعدد الآلهة ، وعلى صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلى إمكان البعث ، وبما ظهر للعيان من تزايد المسلمين يوما فيوما ، وأمنهم من أن يعتدى عليهم .
والغضب : غضب الله ، وإنما نكر للدلالة على شدته . ولم يحتج إلى إضافته إلى اسم الجلالة أو ضميره لظهور المقصود من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16حجتهم داحضة عند ربهم . فالتقدير : وعليهم غضب الله .
وإنما قدم المسند على المسند إليه بقوله وعليهم غضب للاهتمام بوقوع الغضب عليهم كما هو مقتضى حرف الاستعلاء المجازي .
وكذلك القول في
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16ولهم عذاب شديد . ولعل المراد به عذاب السيف في الدنيا بالقتل يوم
بدر .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16nindex.php?page=treesubj&link=29013_29697_32424وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ
عَطْفٌ عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=15وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَخْ ، وَهُوَ يَقْتَضِي انْتِقَالَ الْكَلَامِ ، فَلَمَّا اسْتَوْفَى حَظَّ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيِ شَأْنِ الْمُحَاجَّةِ مَعَهُمْ ، رَجَعَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فِي هَذَا الشَّأْنِ بَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ الْآيَةَ .
وَتَغْيِيرُ الْأُسْلُوبِ بِالْإِتْيَانِ بِالِاسْمِ الظَّاهِرِ الْمَوْصُولِ وَكَوْنِ صِلَتِهِ مَادَّةَ الِاحْتِجَاجِ مُؤْذِنٌ بِتَغْيِيرِ الْغَرَضِ فِي الْمُتَحَدِّثِ عَنْهُمْ مَعَ مُنَاسَبَةِ مَا أُلْحِقَ بِهِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=18يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=21أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ، فَالْمَقْصُودُ بِـ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ اسْتُجِيبَ لَهُ : الْمُشْرِكُونَ لِأَنَّهُمْ يُحَاجُّونَ فِي شَأْنِ اللَّهِ وَهُوَ الْوَحْدَانِيَّةُ دُونَ
الْيَهُودِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ؛ فَإِنَّهُمْ لَا يُحَاجُّونَ فِي تَفَرُّدِ اللَّهِ بِالْإِلَهِيَّةِ .
وَعَنْ
مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16الَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ رِجَالٌ طَمِعُوا أَنْ تَعُودَ الْجَاهِلِيَّةُ بَعْدَ مَا دَخَلَ النَّاسُ فِي الْإِسْلَامِ . وَوَقَعَ فِي كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَبَرِيِّ : أَنَّهُمُ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى .
فَمَعْنَى مُحَاجَّتِهِمْ فِي اللَّهِ مُحَاجَّتُهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ ، أَيْ إِدْخَالُهُمْ عَلَى النَّاسِ الشَّكَّ فِي صِحَّةِ دِينِ الْإِسْلَامِ أَوْ فِي كَوْنِهِ أَفْضَلَ مِنَ
الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصْرَانِيَّةِ . وَمُحَاجَّتُهُمْ هِيَ مَا يُلْبِسُوهُ بِهِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لِإِدْخَالِ الشَّكِّ عَلَيْهِمْ فِي اتِّبَاعِ الْإِسْلَامِ كَقَوْلِ الْمُشْرِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7مَا لِهَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا وَقَوْلِهِمْ فِي الْأَصْنَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=18هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ وَقَوْلِهِمْ فِي إِنْكَارِ الْبَعْثِ
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=3أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بِعِيدٌ وَقَوْلِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=57إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا [ ص: 66 ] وَكَقَوْلِ أَهْلِ الْكِتَابِ : نَحْنُ الَّذِينَ عَلَى دِينِ
إِبْرَاهِيمَ ، وَقَوْلِهِمْ : كِتَابُنَا أَسْبَقُ مِنْ كِتَابِ الْمُسْلِمِينَ .
وَإِطْلَاقُ اسْمِ الْحُجَّةِ عَلَى شُبُهَاتِهِمْ مُجَارَاةٌ لَهُمْ بِطَرِيقِ التَّهَكُّمِ ، وَالْقَرِينَةُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ .
وَمَفْعُولُ يُحَاجُّونَ مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ ، وَالتَّقْدِيرُ : يُحَاجُّونَ الْمُسْتَجِيبِينَ لِلَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتَجَابُوا لَهُ ، أَيِ اسْتَجَابُوا لِدَعْوَتِهِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَحَذَفَ فَاعِلَ اسْتُجِيبَ إِيجَازًا لِأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنْ بَعْدِ حُصُولِ الِاسْتِجَابَةِ الْمَعْرُوفَةِ .
وَالدَّاحِضَةُ : الَّتِي دَحَضَتْ بِفَتْحِ الْحَاءِ ، يُقَالُ : دَحَضَتْ رِجْلُهُ تَدْحَضُ : بِفَتْحِ الْحَاءِ دُحُوضًا ، أَيْ زَلَّتِ . اسْتُعِيرَ الدَّحْضُ لِلْبُطْلَانِ بِجَامِعِ عَدَمِ الثُّبُوتِ كَمَا لَا تَثْبُتُ الْقَدَمُ فِي الْمَكَانِ الدَّحْضِ ، وَلَمْ يُبَيِّنْ وَجْهَ دَحْضِهَا اكْتِفَاءً بِمَا بَيَّنَ فِي تَضَاعِيفِ مَا نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ مِنَ الْأَدِلَّةِ عَلَى فَسَادِ تَعَدُّدِ الْآلِهَةِ ، وَعَلَى صِدْقِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلَى إِمْكَانِ الْبَعْثِ ، وَبِمَا ظَهَرَ لِلْعِيَانِ مَنْ تَزَايُدِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمًا فَيَوْمًا ، وَأَمْنِهِمْ مِنْ أَنْ يُعْتَدَى عَلَيْهِمْ .
وَالْغَضَبُ : غَضَبُ اللَّهِ ، وَإِنَّمَا نُكِّرَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى شِدَّتِهِ . وَلَمْ يُحْتَجْ إِلَى إِضَافَتِهِ إِلَى اسْمِ الْجَلَالَةِ أَوْ ضَمِيرِهِ لِظُهُورِ الْمَقْصُودِ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ . فَالتَّقْدِيرُ : وَعَلَيْهِمْ غَضَبُ اللَّهِ .
وَإِنَّمَا قَدَّمَ الْمُسْنَدَ عَلَى الْمَسْنَدِ إِلَيْهِ بَقَوْلِهِ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ لِلِاهْتِمَامِ بِوُقُوعِ الْغَضَبِ عَلَيْهِمْ كَمَا هُوَ مُقْتَضَى حَرْفِ الِاسْتِعْلَاءِ الْمَجَازِيِّ .
وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=16وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ . وَلَعَلَّ الْمُرَادَ بِهِ عَذَابُ السَّيْفِ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ يَوْمَ
بَدْرٍ .