الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد

الجملة تذييل لما قبلها بصريحها وكنايتها لأن صريحها إثبات الضلال للذين يكذبون بالساعة وكنايتها إثبات الهدى للذين يؤمنون بالساعة . وهذا التذييل فذلكة للجملة التي قبلها .

[ ص: 71 ] وافتتاح الجملة بحرف ( ألا ) الذي هو للتنبيه لقصد العناية بالكلام .

والمماراة : مفاعلة من المرية بكسر الميم وهي الشك . والمماراة : الملاحة لإدخال الشك على المجادل ، وقد تقدم في قوله تعالى : فلا تمار فيهم في سورة الكهف .

وجعل الضلال كالظرف لهم تشبيها لتلبسهم بالضلال بوقوع المظروف في ظرفه ، فحرف ( في ) للظرفية المجازية .

ووصف الضلال بالبعيد وصف مجازي ؛ شبه الكفر بضلال السائر في طريق وهو يكون أشد إذا كان الطريق بعيدا ، وذلك كناية عن عسر إرجاعه إلى المقصود .

والمعنى : لفي ضلال شديد . وتقدم في قوله : فقد ضل ضلالا بعيدا في سورة النساء .

التالي السابق


الخدمات العلمية