الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 371 ] الخامس والعشرون : خطاب التشجيع والتحريض . وهو الحث على الاتصاف بالصفات الجميلة ، كقوله - تعالى - : إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ( الصف : 4 ) وكفى بحث الله - سبحانه - تشجيعا على منازلة الأقران ، ومباشرة الطعان . وقوله - تعالى - : بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ( آل عمران : 125 ) .

وقوله - تعالى - : ومن يولهم يومئذ دبره ( الأنفال : 16 ) وكيف لا يكون للقوم صبر والملك الحق - جل جلاله - قد وعدهم بالمدد الكريم فقال : وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ( آل عمران : 126 ) وقوله - تعالى - : فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ( النساء : 104 ) .

وقد جاء في مقابلة هذا القسم ما يراد منه الأخذ بالحزم ، والتأني بالحرب ، والاستظهار عليها بالعدة ، كقوله - تعالى - : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ( البقرة : 195 ) وقوله - تعالى - : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ( الأنفال : 60 ) .

ونحو ذلك في الترغيب والترهيب ما جاء في قصص الأشقياء تحذيرا لما نزل من العذاب ، وإخبارا للسعداء فيما صاروا إليه من الثواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية