ذكر الأمر للمرء بترك صدقة ماله كله والاقتصار على البعض منه إذ هو خير
3370 - أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13437محمد بن الحسن بن قتيبة قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16887محمد بن أبي السري قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق قال : أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، قال : أخبرني
عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن
nindex.php?page=showalam&ids=331أبيه ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=706767nindex.php?page=treesubj&link=19002_1914_19476_23468_23491_23511_25558_27341_28263_28980_30789_30873_30875_30876_30881_30973_30975_30981_32273_32369_32370_32374_32485_33963لم أتخلف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها ، حتى كانت غزوة تبوك إلا بدر ، ولم يعاتب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدا تخلف عن بدر ، إنما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد العير ، وخرجت قريش مغيثين لعيرهم ، فالتقوا على غير موعد كما قال الله ، ولعمري إن أشرف مشاهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس لبدر ، وما أحب أني [ ص: 156 ] كنت شهدتها مكان بيعتي ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام ، ولم أتخلف بعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة غزاها ، حتى كانت غزوة تبوك ، وهي آخر غزوة غزاها ، آذن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ الناس ] بالرحيل ، وأراد أن يتأهبوا أهبة غزوهم ، وذلك حين طاب الظلال وطابت الثمار ، وكان قلما أراد غزوة إلا ورى غيرها ، وكان يقول : الحرب خدعة ، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك أن يتأهب الناس أهبته ، وأنا أيسر ما كنت ، قد جمعت راحلتين لي ، فلم أزل كذلك حتى قام النبي - صلى الله عليه وسلم - غاديا بالغداة ، وذلك يوم الخميس - وكان يحب أن يخرج يوم الخميس - فأصبح غاديا ، فقلت : أنطلق إلى السوق وأشتري جهازي ، ثم ألحق بها ، فانطلقت إلى السوق من الغد ، فعسر علي بعض شأني فرجعت ، فقلت : أرجع غدا إن شاء الله فألحق بهم ، فعسر علي بعض شأني أيضا ، فلم أزل كذلك حتى لبس بي الذنب ، وتخلفت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فجعلت أمشي في الأسواق وأطراف المدينة فيحزنني أن لا أرى أحدا تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا [ ص: 157 ] رجلا مغموصا عليه في النفاق ، وكان ليس أحد تخلف إلا أرى ذلك سيخفى له ، وكان الناس كثيرا لا يجمعهم ديوان ، وكان جميع من تخلف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بضعة وثمانين رجلا .
ولم يذكرني النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ تبوكا ، فلما بلغ تبوكا ، قال : ما فعل nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ؟ فقال رجل من قومي : خلفه يا رسول الله برداه والنظر في عطفيه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن جبل : بئس ما قلت ، والله يا نبي الله ما نعلم إلا خيرا ، قال : فبينا هم كذلك إذا رجل يزول به السراب ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كن nindex.php?page=showalam&ids=11997أبا خيثمة " ، فإذا هو nindex.php?page=showalam&ids=11997أبو خيثمة ، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك ، [ ص: 158 ] وقفل ودنا من المدينة جعلت أتذكر ماذا أخرج به من سخط النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهل بيتي ، حتى إذا قيل : النبي - صلى الله عليه وسلم - مصبحكم بالغداة ، راح عني الباطل ، وعرفت أني لا أنجو إلا بالصدق ، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - ضحى ، فصلى في المسجد ركعتين ، وكان إذا قدم من سفر فعل ذلك : دخل المسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم جلس فجعل يأتيه من تخلف ، فيحلفون له ويعتذرون إليه ، فيستغفر لهم ويقبل علانيتهم ، ويكل سرائرهم إلى الله ، فدخلت المسجد ، فإذا هو جالس ، فلما رآني تبسم تبسم المغضب ، فجئت فجلست بين يديه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألم تكن ابتعت ظهرا ؟ قلت : بلى يا نبي الله ، فقال : ما خلفك عني ؟ فقلت : والله لو بين يدي أحد من الناس غيرك جلست لخرجت من سخطه علي بعذر ، ولقد أوتيت جدلا ولكني قد علمت - يا نبي الله - أني إن حدثتك اليوم بقول تجد علي فيه وهو حق ، فإني أرجو فيه عقبى الله ، وإن حدثتك اليوم بحديث ترضى عني فيه وهو كذب أوشك أن يطلعك الله علي ، والله يا نبي الله ما كنت قط أيسر ، ولا أخف حاذا مني ، حيث تخلفت عليك . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أما هذا فقد صدقكم الحديث ، قم حتى يقضي الله فيك .
فقمت فثار على أثري ناس من قومي يؤنبونني ، فقالوا : والله ما نعلمك أذنبت ذنبا قط قبل هذا ، فهلا اعتذرت إلى [ ص: 159 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعذر يرضاه عنك فيه ، وكان استغفار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيأتي من وراء ذلك ، ولم تقف موقفا لا ندري ماذا يقضى لك فيه ، فلم يزالوا يؤنبونني حتى هممت أن أرجع فأكذب نفسي ، فقلت : هل قال هذا القول أحد غيري؟ قالوا : نعم ، قاله هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة ، فذكروا رجلين صالحين شهدا بدرا لي فيهما أسوة ، فقلت : والله لا أرجع إليه في هذا أبدا ، ولا أكذب نفسي.
[ ص: 160 ] ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كلامنا أيها الثلاثة ، فجعلت أخرج إلى السوق ولا يكلمني أحد ، وتنكر لنا الناس ، حتى ما هم بالذين نعرف ، وتنكر لنا الحيطان حتى ما هي بالحيطان التي نعرف ، وتنكرت لنا الأرض حتى ما هي بالأرض التي نعرف ، وكنت أقوى أصحابي ، فكنت أخرج فأطوف في الأسواق فآتي المسجد ، وآتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم عليه ، وأقول : هل حرك شفتيه بالسلام ، فإذا قمت أصلي إلى سارية ، وأقبلت على صلاتي ، نظر إلي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمؤخر عينيه ، وإذا نظرت إليه أعرض عني ، واشتكى صاحباي فجعلا يبكيان الليل والنهار ، ولا يطلعان رؤوسهما .
قال : فبينا أنا أطوف في الأسواق إذا رجل نصراني قد جاء بطعام له يبيعه ، يقول : من يدل على nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، فطفق الناس يشيرون له إلي ، فأتاني بصحيفة من ملك غسان ، فإذا فيها : أما بعد ، فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك وأقصاك ولست بدار هوان ولا مضيعة ، فالحق بنا نواسك . فقلت : هذا أيضا من البلاء ، فسجرت لها التنور ، فأحرقتها فيه.
[ ص: 161 ] فلما مضت أربعون ليلة إذا رسول من النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أتاني ، فقال : اعتزل امرأتك ، فقلت : أطلقها ؟ قال : لا ، ولكن لا تقربها ، فجاءت امرأة هلال بن أمية ، فقالت : يا نبي الله ، إن هلال بن أمية شيخ ضعيف ، فهل تأذن لي أن أخدمه ، قال : نعم ، ولكن لا يقربنك . قالت : يا نبي الله ، ما به حركة لشيء ، ما زال متكئا يبكي الليل والنهار مذ كان من أمره ما كان.
قال كعب : فلما طال علي البلاء ، اقتحمت على nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة حائطه - وهو ابن عمي - فسلمت عليه فلم يرد ، فقلت : أنشدك الله يا nindex.php?page=showalam&ids=60أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله؟ فسكت ، فقلت : أنشدك الله يا nindex.php?page=showalam&ids=60أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله ؟ فسكت ، فقلت : أنشدك الله يا nindex.php?page=showalam&ids=60أبا قتادة أتعلم أني أحب الله ورسوله ، فقال : الله ورسوله أعلم . قال : فلم أملك نفسي أن بكيت ثم اقتحمت الحائط خارجا ، حتى إذا مضت خمسون ليلة من حين نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كلامنا ، صليت على ظهر بيت لنا [ ص: 162 ] صلاة الفجر ، وأنا في المنزلة التي قال الله : قد ضاقت علينا الأرض بما رحبت وضاقت علينا أنفسنا ، إذ سمعت نداء من ذروة سلع أن أبشر يا nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، فخررت ساجدا ، وعرفت أن الله قد جاءنا بالفرج ، ثم جاء رجل يركض على فرس يبشرني ، فكان الصوت أسرع من فرسه ، فأعطيته ثوبي بشارة ، ولبست ثوبين آخرين.
وكانت توبتنا نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلث الليل ، فقالت أم سلمة : يا نبي الله ألا نبشر nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، فقال : "إذا يحطمكم الناس ويمنعونكم النوم سائر الليلة" .
قال : وكانت أم سلمة محسنة في شأني تخبرني بأمري ، فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون ، وهو يستنير كاستنار القمر ، وكان إذا سر بالأمر استنار ، فجئت فجلست بين يديه ، فقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك ، أبشر بخير يوم أتى عليك منذ ولدتك أمك ، قال : فقلت : يا نبي الله ، أمن عند الله أم من عندك ؟ قال : بل من عند الله ، ثم تلا عليهم : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار حتى بلغ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118هو التواب الرحيم قال : وفينا نزلت nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=119اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال : فقلت : [ ص: 163 ] يا نبي الله ، إن من توبتي أني لا أحدث إلا صدقا ، وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " أمسك عليك بعض مالك ، فهو خير لك " ، قال : فقلت : فإني أمسك سهمي الذي بخيبر ، قال : فما أنعم الله علي من نعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صدقته أنا وصاحباي أن لا نكون كذبنا ، فهلكنا كما هلكوا ، وما تعمدت لكذبة بعد ، وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : فهذا ما انتهى إلينا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=331كعب بن مالك .
ذِكْرُ الْأَمْرِ لِلْمَرْءِ بِتَرْكِ صَدَقَةِ مَالِهِ كُلِّهِ وَالِاقْتِصَارِ عَلَى الْبَعْضِ مِنْهُ إِذْ هُوَ خَيْرٌ
3370 - أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13437مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16887مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16360عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17124مَعْمَرٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=331أَبِيهِ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=706767nindex.php?page=treesubj&link=19002_1914_19476_23468_23491_23511_25558_27341_28263_28980_30789_30873_30875_30876_30881_30973_30975_30981_32273_32369_32370_32374_32485_33963لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا ، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ إِلَّا بَدْرٍ ، وَلَمْ يُعَاتِبِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ ، إِنَّمَا خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُرِيدُ الْعِيرَ ، وَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مُغِيثِينَ لِعِيرِهِمْ ، فَالْتَقَوْا عَلَى غَيْرِ مَوْعِدٍ كَمَا قَالَ اللَّهُ ، وَلَعَمْرِي إِنَّ أَشْرَفَ مَشَاهِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي النَّاسِ لَبَدْرٌ ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي [ ص: 156 ] كُنْتُ شَهِدْتُهَا مَكَانَ بَيْعَتِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَلَمْ أَتَخَلَّفْ بَعْدُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا ، حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ ، وَهِيَ آخِرُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا ، آذَنَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [ النَّاسَ ] بِالرَّحِيلِ ، وَأَرَادَ أَنْ يَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ ، وَذَلِكَ حِينَ طَابَ الظِّلَالُ وَطَابَتِ الثِّمَارُ ، وَكَانَ قَلَّمَا أَرَادَ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى غَيْرَهَا ، وَكَانَ يَقُولُ : الْحَرْبُ خَدْعَةٌ ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَنْ يَتَأَهَّبَ النَّاسُ أُهْبَتَهُ ، وَأَنَا أَيْسَرُ مَا كُنْتُ ، قَدْ جَمَعْتُ رَاحِلَتَيْنِ لِي ، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَادِيًا بِالْغَدَاةِ ، وَذَلِكَ يَوْمُ الْخَمِيسِ - وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الْخَمِيسِ - فَأَصْبَحَ غَادِيًا ، فَقُلْتُ : أَنْطَلِقُ إِلَى السُّوقِ وَأَشْتَرِي جَهَازِي ، ثُمَّ أَلْحَقُ بِهَا ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ مِنَ الْغَدِ ، فَعَسُرَ عَلَيَّ بَعْضُ شَأْنِي فَرَجَعْتُ ، فَقُلْتُ : أَرْجِعُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأَلْحَقُ بِهِمْ ، فَعَسُرَ عَلَيَّ بَعْضُ شَأْنِي أَيْضًا ، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى لَبَّسَ بِيَ الذَّنْبُ ، وَتَخَلَّفْتُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ وَأَطْرَافِ الْمَدِينَةِ فَيُحْزِنُنِي أَنْ لَا أَرَى أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَّا [ ص: 157 ] رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ فِي النِّفَاقِ ، وَكَانَ لَيْسَ أَحَدٌ تَخَلَّفَ إِلَّا أَرَى ذَلِكَ سَيَخْفَى لَهُ ، وَكَانَ النَّاسُ كَثِيرًا لَا يَجْمَعُهُمْ دِيوَانٌ ، وَكَانَ جَمِيعُ مَنْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِضْعَةً وَثَمَانِينَ رَجُلًا .
وَلَمْ يَذْكُرْنِي النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى بَلَغَ تَبُوكًا ، فَلَمَّا بَلَغَ تَبُوكًا ، قَالَ : مَا فَعَلَ nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي : خَلَّفَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ ، فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=32مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ : بِئْسَ مَا قُلْتَ ، وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا ، قَالَ : فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا رَجُلٌ يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " كُنْ nindex.php?page=showalam&ids=11997أَبَا خَيْثَمَةَ " ، فَإِذَا هُوَ nindex.php?page=showalam&ids=11997أَبُو خَيْثَمَةَ ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَزْوَةَ تَبُوكَ ، [ ص: 158 ] وَقَفَلَ وَدَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلْتُ أَتَذَكَّرُ مَاذَا أَخْرُجُ بِهِ مِنْ سَخَطِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَأَسْتَعِينُ عَلَى ذَلِكَ بِكُلِّ ذِي رَأْيٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، حَتَّى إِذَا قِيلَ : النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُصَبِّحُكُمْ بِالْغَدَاةِ ، رَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ ، وَعَرَفْتُ أَنِّي لَا أَنْجُو إِلَّا بِالصِّدْقِ ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضُحًى ، فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَعَلَ ذَلِكَ : دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ جَلَسَ فَجَعَلَ يَأْتِيهِ مَنْ تَخَلَّفَ ، فَيَحْلِفُونَ لَهُ وَيَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ ، فَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ وَيَقْبَلُ عَلَانِيَتَهُمْ ، وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللَّهِ ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ ، فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَلَمْ تَكُنِ ابْتَعْتَ ظَهْرًا ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَقَالَ : مَا خَلَّفَكَ عَنِّي ؟ فَقُلْتُ : وَاللهِ لَوْ بَيْنَ يَدَيْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرِكَ جَلَسْتُ لَخَرَجْتُ مِنْ سَخَطِهِ عَلَيَّ بِعُذْرٍ ، وَلَقَدْ أُوتِيتُ جَدَلًا وَلَكِنِّي قَدْ عَلِمْتُ - يَا نَبِيَّ اللَّهِ - أَنِّي إِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ بِقَوْلٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ وَهُوَ حَقٌّ ، فَإِنِّي أَرْجُو فِيهِ عُقْبَى اللَّهِ ، وَإِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ بِحَدِيثٍ تَرْضَى عَنِّي فِيهِ وَهُوَ كَذِبٌ أُوشِكُ أَنْ يُطْلِعَكَ اللَّهُ عَلَيَّ ، وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَيْسَرَ ، وَلَا أَخَفَّ حَاذًا مِنِّي ، حَيْثُ تَخَلَّفْتُ عَلَيْكَ . فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَكُمُ الْحَدِيثَ ، قُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ .
فَقُمْتُ فَثَارَ عَلَى أَثَرِي نَاسٌ مِنْ قَوْمِي يُؤَنِّبُونَنِي ، فَقَالُوا : وَاللهِ مَا نَعْلَمُكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَطُّ قَبْلَ هَذَا ، فَهَلَّا اعْتَذَرْتَ إِلَى [ ص: 159 ] رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِعُذْرٍ يَرْضَاهُ عَنْكَ فِيهِ ، وَكَانَ اسْتِغْفَارُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَيَأْتِي مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ ، وَلَمْ تُقِفْ مَوْقِفًا لَا نَدْرِي مَاذَا يُقْضَى لَكَ فِيهِ ، فَلَمْ يَزَالُوا يُؤَنِّبُونَنِي حَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبَ نَفْسِي ، فَقُلْتُ : هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ غَيْرِي؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَهُ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ وَمُرَارَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، فَذَكَرُوا رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ شَهِدَا بَدْرًا لِي فِيهِمَا أُسْوَةٌ ، فَقُلْتُ : وَاللهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِي هَذَا أَبَدًا ، وَلَا أُكَذِّبُ نَفْسِي.
[ ص: 160 ] وَنَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ ، فَجَعَلْتُ أَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ ، وَتَنَكَّرَ لَنَا النَّاسُ ، حَتَّى مَا هُمْ بِالَّذِينَ نَعْرِفُ ، وَتَنَكَّرَ لَنَا الْحِيطَانُ حَتَّى مَا هِيَ بِالْحِيطَانِ الَّتِي نَعْرِفُ ، وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الْأَرْضُ حَتَّى مَا هِيَ بِالْأَرْضِ الَّتِي نَعْرِفُ ، وَكُنْتُ أَقْوَى أَصْحَابِي ، فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ فَآتِي الْمَسْجِدَ ، وَآتِي النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، وَأَقُولُ : هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِالسَّلَامِ ، فَإِذَا قُمْتُ أُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ ، وَأَقْبَلْتُ عَلَى صَلَاتِي ، نَظَرَ إِلَيَّ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمُؤَخَّرِ عَيْنَيْهِ ، وَإِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ أَعْرَضَ عَنِّي ، وَاشْتَكَى صَاحِبَايَ فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، وَلَا يُطْلِعَانِ رُؤُوسَهُمَا .
قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ إِذَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ قَدْ جَاءَ بِطَعَامٍ لَهُ يَبِيعُهُ ، يَقُولُ : مَنْ يَدُلُّ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ ، فَأَتَانِي بِصَحِيفَةٍ مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ ، فَإِذَا فِيهَا : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ وَأَقْصَاكَ وَلَسْتَ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ . فَقُلْتُ : هَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلَاءِ ، فَسَجَرْتُ لَهَا التَّنُّورَ ، فَأَحْرَقْتُهَا فِيهِ.
[ ص: 161 ] فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً إِذَا رَسُولٌ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ أَتَانِي ، فَقَالَ : اعْتَزِلِ امْرَأَتَكَ ، فَقُلْتُ : أُطَلِّقُهَا ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ لَا تَقْرَبْهَا ، فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ ، فَقَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ ، فَهَلْ تَأْذَنُ لِي أَنْ أَخْدُمَهُ ، قَالَ : نَعَمْ ، وَلَكِنْ لَا يَقْرَبَنَّكِ . قَالَتْ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَا بِهِ حَرَكَةٌ لِشَيْءٍ ، مَا زَالَ مُتَّكِئًا يَبْكِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ مُذْ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ.
قَالَ كَعْبٌ : فَلَمَّا طَالَ عَلَيَّ الْبَلَاءُ ، اقْتَحَمْتُ عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=60أَبِي قَتَادَةَ حَائِطَهُ - وَهُوَ ابْنُ عَمِّي - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ ، فَقُلْتُ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=60أَبَا قَتَادَةَ أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ؟ فَسَكَتَ ، فَقُلْتُ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=60أَبَا قَتَادَةَ أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؟ فَسَكَتَ ، فَقُلْتُ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا nindex.php?page=showalam&ids=60أَبَا قَتَادَةَ أَتَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَالَ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : فَلَمْ أَمْلِكْ نَفْسِي أَنْ بَكَيْتُ ثُمَّ اقْتَحَمْتُ الْحَائِطَ خَارِجًا ، حَتَّى إِذَا مَضَتْ خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينِ نَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ كَلَامِنَا ، صَلَّيْتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا [ ص: 162 ] صَلَاةَ الْفَجْرِ ، وَأَنَا فِي الْمَنْزِلَةِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ : قَدْ ضَاقَتْ عَلَيْنَا الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْنَا أَنْفُسُنَا ، إِذْ سَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ ذُرْوَةِ سَلْعٍ أَنْ أَبْشِرْ يَا nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا ، وَعَرَفْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ جَاءَنَا بِالْفَرَجِ ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَرْكُضُ عَلَى فَرَسٍ يُبَشِّرُنِي ، فَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنْ فَرَسِهِ ، فَأَعْطَيْتُهُ ثَوْبَيَّ بِشَارَةً ، وَلَبِسْتُ ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ.
وَكَانَتْ تَوْبَتُنَا نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُلُثَ اللَّيْلِ ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَلَا نُبَشِّرُ nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ، فَقَالَ : "إِذًا يَحْطِمَكُمُ النَّاسُ وَيَمْنَعُونَكُمُ النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ" .
قَالَ : وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مُحْسِنَةً فِي شَأْنِي تُخْبِرُنِي بِأَمْرِي ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحَوْلَهُ الْمُسْلِمُونَ ، وَهُوَ يَسْتَنِيرُ كَاسْتِنَارِ الْقَمَرِ ، وَكَانَ إِذَا سُرَّ بِالْأَمْرِ اسْتَنَارَ ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : يَا nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ، أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَمِنْ عِنْدِ اللَّهِ أَمْ مِنْ عِنْدِكَ ؟ قَالَ : بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، ثُمَّ تَلَا عَلَيْهِمْ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=117لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ حَتَّى بَلَغَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ قَالَ : وَفِينَا نَزَلَتِ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=119اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ قَالَ : فَقُلْتُ : [ ص: 163 ] يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنِّي لَا أُحَدِّثُ إِلَّا صِدْقًا ، وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " ، قَالَ : فَقُلْتُ : فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ ، قَالَ : فَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ بَعْدَ الْإِسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ صَدَقْتُهُ أَنَا وَصَاحِبَايَ أَنْ لَا نَكُونَ كَذَبْنَا ، فَهَلَكْنَا كَمَا هَلَكُوا ، وَمَا تَعَمَّدْتُ لِكَذِبَةٍ بَعْدُ ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ : فَهَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ .