الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير ( 4 ) )

يقول تعالى ذكره : قضي على الشيطان ، فمعنى ( كتب ) هاهنا قضي ، والهاء التي في قوله عليه من ذكر الشيطان .

كما حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة ( كتب عليه أنه من تولاه ) قال : كتب على الشيطان ، أنه من اتبع الشيطان من خلق الله .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله ( كتب عليه أنه من تولاه ) قال : الشيطان اتبعه .

حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد ( أنه من تولاه ) ، قال : اتبعه .

وقوله ( فأنه يضله ) يقول : فإن الشيطان يضله ، يعني : يضل من تولاه . والهاء التي في " يضله عائدة على " من " التي في قوله ( من تولاه ) وتأويل الكلام : قضي على الشيطان أنه يضل أتباعه ولا يهديهم إلى الحق .

وقوله ( ويهديه إلى عذاب السعير ) يقول : ويسوق من اتبعه إلى عذاب جهنم الموقدة ، وسياقه إياه إليه بدعائه إلى طاعته ومعصية [ ص: 567 ] الرحمن ، فذلك هدايته من تبعه إلى عذاب جهنم .

التالي السابق


الخدمات العلمية