الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 193 ] ذكر تجهيز النبي - صلى الله عليه وسلم - ودفنه

فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودفن يوم الثلاثاء ، وقيل : بقي ثلاثة أيام لم يدفن . والأول أصح .

وكان الذي يلي غسله : علي ، والعباس ، والفضل وقثم ابنا العباس ، وأسامة بن زيد ، وشقران مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحضرهم أوس بن خولي الأنصاري ، وكان بدريا ، وكان العباس وابناه يقلبونه ، وأسامة وشقران يصبان الماء ، وعلي يغسله وعليه قميصه وهو يقول : بأبي أنت وأمي ، ما أطيبك حيا وميتا ! ولم ير من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يرى من ميت .

واختلفوا في غسله في ثيابه أو مجردا ، فألقى الله عليهم النوم ، ثم كلمهم مكلم لا يدرى من هو : أن غسلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثيابه ، ففعلوا ذلك .

وكفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب : ثوبين صحاريين ، وبرد حبرة أدرج فيها إدراجا .

واختلفوا في موضع دفنه ، فقال أبو بكر : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض ، فرفع فراشه ودفن موضعه ، وحفر له أبو طلحة الأنصاري [ ص: 194 ] لحدا ، ودخل الناس يصلون عليه أرسالا : الرجال ، ثم النساء ، ثم الصبيان ، ثم العبيد ، ودفن ليلة الأربعاء .

وكان الذي نزل قبره علي بن أبي طالب ، والفضل وقثم ابنا العباس ، وشقران . وقال أوس بن خولي الأنصاري لعلي : أنشدك الله وحظنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمره بالنزول فنزل .

وكان المغيرة بن شعبة يدعي أنه أحدث الناس عهدا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقول : ألقيت خاتمي في قبره عمدا فنزلت لآخذه ، وسأل ناس من أهلالعراق عليا عن ذلك فقال : كذب المغيرة ، أحدثنا عهدا به قثم بن العباس .

واختلفوا في عمره يوم مات ، فقال ابن عباس ، وعائشة ، ومعاوية ، وابن المسيب : كان عمره ثلاثا وستين سنة . وقال ابن عباس أيضا ، ودغفل بن حنظلة : كان عمره خمسا وستين سنة . وقال عروة بن الزبير : كان عمره ستين سنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية