الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ؛ قال بعضهم: إن كل ما يتقرب به إلى الله من عمل خير؛ فهو إنفاق؛ وروي عن ابن عمر أنه اشترى جارية كان هويها؛ فلما ملكها أعتقها؛ ولم يصب منها؛ فقيل له: أعتقتها بعد أن كنت هويتها؛ ولم تصب منها؟! فتلا هذه الآية: لن تنالوا البر حتى تنفقوا ؛ وفعل ابن عمر هذا ينبغي أن يقتدي به الناس في ألا يضنوا بجليل ما يملكونه في التقرب به إلى الله (تعالى). وقوله - عز وجل -: وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ؛ أي: فإن الله يجازي عليه؛ لأنه قال: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ؛ فإذا عمله جوزي عليه؛ وتأويل " ما " ؛ تأويل الشرط؛ والجزاء؛ وموضعها نصب ب " تنفقوا " ؛ المعنى: " وأي شيء تنفقوا فإن الله عليم به " ؛ والفاء جواب الجزاء.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية