الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها ؛ ولم يقل: "إليهما"؛ ويجوز من الكلام: "وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليه؛ وانفضوا إليها؛ وانفضوا إليهما"؛ فحذف خبر أحدهما لأن الخبر الثاني يدل على الخبر المحذوف؛ والمعنى: "إذا رأوا تجارة انفضوا إليها؛ أو لهوا انفضوا إليه"؛ وروي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في خطبته؛ فجاءت إبل لدحية بن خليفة الكلبي؛ وعليها زيت؛ فانفضوا ينظرون إليها؛ وتركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب؛ وبقي النبي - عليه السلام - مع اثني عشر رجلا؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو لحق آخرهم أولهم لالتهب الوادي نارا"؛ فأعلم الله - عز وجل - أن ما عند الله خير من اللهو؛ ومن [ ص: 173 ] التجارة؛ وأعلم النبي - عليه السلام - غليظ ما في التولي عن الإمام إذا كان يخطب يوم الجمعة؛ و"اللهو"؛ ههنا؛ قيل: الطبل؛ وهو - والله أعلم - كل ما يلهى به. والله خير الرازقين ؛ أي: ليس يفوتهم من أرزاقهم لتخلفهم عن النظر إلى الميرة شيء من رزق؛ ولا بتركهم البيع في وقت الصلاة والخطبة. [ ص: 174 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية