الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 381 ] فصل

وكان هديه انتهاء السلام إلى " وبركاته " فذكر النسائي عنه ( أن رجلا جاء فقال : السلام عليكم ، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : " عشرة " ، ثم جلس ثم جاء آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : " عشرون " ، ثم جلس وجاء آخر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " ثلاثون " ) رواه النسائي ، والترمذي من حديث عمران بن حصين وحسنه .

وذكره أبو داود من حديث معاذ بن أنس ، وزاد فيه ( ثم أتى آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، فقال : " أربعون " ، فقال : هكذا تكون الفضائل ) . ولا يثبت هذا الحديث . فإن له ثلاث علل إحداها : أنه من رواية أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون ، ولا يحتج به .

الثانية : إن فيه أيضا سهل بن معاذ وهو أيضا كذلك .

الثالثة : أن سعيد بن أبي مريم أحد رواته لم يجزم بالرواية ، بل قال : أظن أني سمعت نافع بن يزيد .

[ ص: 382 ] وأضعف من هذا الحديث الآخر عن أنس : كان رجل يمر بالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( السلام عليك يا رسول الله ، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم : " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه " ، فقيل له : يا رسول الله تسلم على هذا سلاما ما تسلمه على أحد من أصحابك ؟ فقال : " وما يمنعني من ذلك وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلا ، وكان يرعى على أصحابه )

التالي السابق


الخدمات العلمية