الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( فرع ) قال في الطراز : فمن غلبه هم حتى ذهل وذهب عقله قال مالك في المجموعة : عليه الوضوء ، قيل له : هو قاعد ؟ قال : أحب إلي أن يتوضأ وهذا يحتمل أحد معنيين إما أن يريد الذي يختاره ويقول به : إنه يتوضأ أو يريد أنه إذا كان جالسا يستحب له الوضوء بخلاف المضطجع فإنه يجب عليه ; لأن الجالس متمكن من الأرض وغفلته في حكم غفلة الوسنان ، انتهى . ونقله في الذخيرة باختصار ونقله في التوضيح واقتصر في الشامل على القول الأول فقال مالك : ومن حصل له هم أذهل عقله يتوضأ ، وقال الشيخ زروق في شرح الرسالة : قال مالك فيمن حصل له هم أذهل عقله : يتوضأ . وعن ابن القاسم : لا وضوء عليه ، انتهى .

                                                                                                                            هذا الذي ذكره عن ابن القاسم ذكره الشيخ يوسف بن عمر فقال في شرح قول الشيخ : ويجب الوضوء من زوال العقل ذكر الشيخ أن زوال العقل بأربعة أشياء ولا يزول بغيرها وهذا قول ابن القاسم ، وقال ابن نافع إن زال عقله بالهم فإنه يتوضأ وقال ابن القاسم لا وضوء عليه .

                                                                                                                            ( فرع ) قال الشيخ زروق في شرح الرسالة وذكر التادلي أن الوضوء من غيبة العقل بالوجد والحال ونظره غيره بمن استغرق في حب الدنيا حتى غاب عن إحساسه وفيه نظر لعدم اعتباره ، انتهى . وانظر ما معنى قوله لعدم اعتباره هل الضمير راجع إلى الاستغراق في حب الدنيا ؟ والمعنى أنه غير معتبر شرعا فيكون ناقضا بخلاف غيبة الوجد ، والحال أو الضمير راجع إلى الغيبة في الوجد والمعنى والحال لعدم اعتباره ناقضا وكان هذا القائل يخالف ما قاله التادلي وهو الظاهر وقد صرح بذلك الشيخ يوسف بن عمر فقال : ولا وضوء من الوجد إذا استغرق عقله في حب الله تعالى حتى غاب عن إحساسه فهذا لا وضوء عليه ; لأنه لم يذهب عقله انتهى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية