الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4458 باب فضائل خديجة أم المؤمنين، رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                              ونحوه "في النووي " .

                                                                                                                              التعريف بأم المؤمنين " خديجة "

                                                                                                                              " وخديجة " هي بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي : القرشية ، الأسدية . تجتمع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم : في "قصي" . وهي أقرب نسائه إليه في النسب ، وأول خلق الله إسلاما ، [ ص: 502 ] اتفاقا . وكانت له "صلى الله عليه وآله وسلم" : وزير صدق ، عندما بعث . فكان لا يسمع من المشركين شيئا يكرهه (من رد عليه ، وتكذيب له) : إلا فرج الله بها عنه : تثبته ، وتصدقه ، وتخفف عنه ، وتهون عليه ما يلقى من قومه . واختارها الله تعالى له "صلى الله عليه وآله وسلم" ، لما أراد به من كرامته ، وكانت تدعى في الجاهلية : "الطاهرة" .

                                                                                                                              تزوجها "صلى الله عليه وآله وسلم" : وسنها (خمس وعشرون" سنة ، في قول الجمهور .

                                                                                                                              وكانت قبله : عند "أبي هالة" بن النباش بن زياد ، التيمي ، حليف "بني عبد الدار" .

                                                                                                                              وتوفيت - على الصحيح - بعد النبوة : بعشر سنين ، في شهر رمضان .

                                                                                                                              فأقامت معه "صلى الله عليه وآله وسلم" : خمسا وعشرين سنة .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم النووي ، ص 198 ج15، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن هشام، عن أبيه، قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: سمعت عليا - بالكوفة - يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خير نسائها: مريم بنت عمران، وخير نسائها: خديجة بنت خويلد" .

                                                                                                                              قال أبو كريب: وأشار وكيع إلى السماء والأرض

                                                                                                                              . ) [ ص: 503 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 503 ] (الشرح)

                                                                                                                              ( عن عبد الله بن جعفر؛ قال سمعت عليا رضي الله عنهم - بالكوفة - يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يقول : خير نسائها) أي : خير نساء أهل الدنيا - في زمانها - : ( مريم بنت عمران . وخير نسائها) أي : نساء هذه الأمة : ( خديجة بنت خويلد . قال أبو كريب : وأشار وكيع إلى السماء والأرض) .

                                                                                                                              أراد وكيع بهذه الإشارة : تفسير الضمير في "نسائها" ، وأن المراد به : جميع نساء الأرض . أي : كل من بين السماء والأرض من النساء . والأظهر : أن معناه : أن كل واحدة منهما : خير نساء الأرض في عصرها .

                                                                                                                              قال النووي : والصحيح الأول.

                                                                                                                              قال القسطلاني : وأما التفضيل بينهما ، فمسكوت عنه .

                                                                                                                              وفي حديث عمار بن ياسر : عند البزار ، والطبراني : مرفوعا : "لقد [ ص: 504 ] فضلت خديجة على نساء أمتي ، كما فضلت مريم على نساء العالمين" . قال في الفتح : وهو حسن الإسناد. واستدل به على تفضيل خديجة على عائشة .

                                                                                                                              وعند النسائي بإسناد صحيح ، وأخرجه الحاكم : من حديث ابن عباس مرفوعا: "أفضل نساء أهل الجنة : خديجة ، وفاطمة ، ومريم ، وآسية" .




                                                                                                                              الخدمات العلمية