الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون

                                                                                                                                                                                                [ ص: 268 ] "فرقنا": فصلنا بين بعضه وبعض حتى صارت فيه مسالك لكم، وقرئ: (فرقنا) بمعنى: فصلنا، يقال: فرق بين الشيئين، وفرق بين الأشياء; لأن المسالك كانت اثني عشر على عدد الأسباط.

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: ما معنى "بكم"؟ قلت: فيه أوجه: أن يراد أنهم كانوا يسلكونه، ويتفرق الماء عند سلوكهم، فكأنما فرق بهم كما يفرق بين الشيئين بما يوسط بينهما، وأن يراد فرقناه بسببكم وبسبب إنجائكم، وأن يكون في موضع الحال بمعنى فرقناه ملتبسا بكم، كقوله [من الوافر]:


                                                                                                                                                                                                تدوس بنا الجماجم والتريبا



                                                                                                                                                                                                أي تدوسها ونحن راكبوها.

                                                                                                                                                                                                وروي أن بني إسرائيل قالوا لموسى: أين أصحابنا لا نراهم؟ قال: سيروا فإنهم على طريق مثل طريقكم، قالوا: لا نرضى حتى نراهم، فقال: اللهم أعني على أخلاقهم السيئة، فأوحي إليه: أن قل بعصاك هكذا، فقال بها على الحيطان، فصارت فيها كوى، فتراموا وتسامعوا كلامهم وأنتم تنظرون إلى ذلك وتشاهدونه لا تشكون فيه.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية