الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        والذين [21] مبتدأ ( آمنوا ) صلته ( واتبعتهم ذريتهم بإيمان ) داخل معه في الصلة ( ألحقنا بهم ذريتهم ) خبر الابتداء . وهذه القراءة مأثورة عن عبد الله بن مسعود ، وهي متصلة الإسناد من حديث المفضل الضبي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود أنه رد على رجل ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) بالتوحيد فيهما جميعا مقدار عشرين مرة وهذه قراءة الكوفيين؛ وقرأ الحسن وأبو عمرو ( ذرياتهم ) بالجمع فيها جميعا . وقرأ المدنيون ( واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ) والمعاني في هذا متقاربة وإن كان التوحيد القلب إليه أميل لما روي عن عبد الله بن مسعود ، وعن ابن عباس وقد احتج أبو عبيد للتوحيد بقوله جل وعز ( من ذرية آدم ) ولا يكون أكثر من ذرية آدم عليه السلام قال : وهذا إجماع فسبيل المختلف فيه أن يرد إليه ( وما ألتناهم من عملهم من شيء ) يقال : ألته يألته ولاته يليته إذا نقصه و"من" في ( عملهم ) للتبعيض وفي ( من شيء ) بمعنى التوكيد ( كل امرئ بما كسب رهين ) مبتدأ وخبره أي كل إنسان مرتهن بما عمل لا يؤخذ أحد بذنب أحد .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية