nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=29013_28783يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=50أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما بدل من جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=49يخلق ما يشاء بدل اشتمال لأن خلقه ما يشاء يشتمل على هبته لمن يشاء ما يشاء .
وهذا الإبدال إدماج مثل جامع لصور إصابة المحبوب وإصابة المكروه فإن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=50ويجعل من يشاء عقيما هو من المكروه عند غالب البشر ويتضمن ضربا من ضروب الكفران وهو اعتقاد بعض النعمة سيئة في عادة المشركين من تطيرهم بولادة البنات لهم ، وقد أشير إلى التعريض بهم في ذلك بتقديم الإناث على الذكور في ابتداء تعداد النعم الموهوبة على عكس العادة في تقديم الذكور على الإناث حيثما ذكرا في القرآن في نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=39فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى فهذا من دقائق هذه الآية .
والمراد : يهب لمن يشاء إناثا فقط ويهب لمن يشاء الذكور فقط بقرينة قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=50أو يزوجهم ذكرانا وإناثا .
وتنكير ( إناثا ) لأن التنكير هو الأصل في أسماء الأجناس وتعريف الذكور باللام لأنهم الصنف المعهود للمخاطبين ، فاللام لتعريف الجنس وإنما يصار إلى تعريف الجنس لمقصد ، أي يهب ذلك الصنف الذي تعهدونه وتتحدثون به وترغبون فيه على حد قول العرب : أرسلها العراك ، وتقدم في أول الفاتحة . و ( أو ) للتقسيم .
والتزويج قرن الشيء بشيء آخر فيصيران زوجا . ومن مجازه إطلاقه على إنكاح الرجل امرأة لأنهما يصيران كالزوج ، والمراد هنا : جعلهم زوجا في الهبة ، أي يجمع لمن يشاء فيهب له ذكرانا مشفعين بإناث فالمراد التزويج بصنف آخر لا مقابلة كل فرد من الصنف بفرد من الصنف الآخر .
[ ص: 139 ] والضمير في ( يزوجهم ) عائد إلى كل من الإناث والذكور . وانتصب
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=50ذكرانا وإناثا على الحال من ضمير الجمع في ( يزوجهم ) .
والعقيم : الذي لا يولد له من رجل أو امرأة ، وفعله عقم من باب فرح وعقم من باب كرم . وأصل فعله أن يتعدى إلى المفعول ؛ يقال عقمها الله من باب ضرب ، ويقال عقمت المرأة بالبناء للمجهول ، أي عقمها عاقم لأن سبب العقم مجهول عندهم . فهو مما جاء متعديا وقاصرا ، فالقاصر بضم القاف وكسرها والمتعدي بفتحها ، والعقيم : فعيل بمعنى مفعول ، فلذلك استوى فيه المذكر والمؤنث غالبا ، وربما ظهرت التاء نادرا ؛ قالوا : رحم عقيمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=49nindex.php?page=treesubj&link=29013_28783يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=50أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا بَدَلَ مِنْ جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=49يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ بَدَلَ اشْتِمَالٍ لِأَنَّ خَلْقَهُ مَا يَشَاءُ يَشْتَمِلُ عَلَى هِبَتِهِ لِمَنْ يَشَاءُ مَا يَشَاءُ .
وَهَذَا الْإِبْدَالُ إِدْمَاجُ مَثَلٍ جَامِعٍ لِصُوَرِ إِصَابَةِ الْمَحْبُوبِ وَإِصَابَةِ الْمَكْرُوهِ فَإِنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=50وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا هُوَ مِنَ الْمَكْرُوهِ عِنْدَ غَالِبِ الْبَشَرِ وَيَتَضَمَّنُ ضَرْبًا مِنْ ضُرُوبِ الْكُفْرَانِ وَهُوَ اعْتِقَادُ بَعْضِ النِّعْمَةِ سَيِّئَةً فِي عَادَةِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ تَطَيُّرِهِمْ بِوِلَادَةِ الْبَنَاتِ لَهُمْ ، وَقَدْ أُشِيرَ إِلَى التَّعْرِيضِ بِهِمْ فِي ذَلِكَ بِتَقْدِيمِ الْإِنَاثِ عَلَى الذُّكُورِ فِي ابْتِدَاءِ تَعْدَادِ النِّعَمِ الْمَوْهُوبَةِ عَلَى عَكْسِ الْعَادَةِ فِي تَقْدِيمِ الذُّكُورِ عَلَى الْإِنَاثِ حَيْثُمَا ذُكِرَا فِي الْقُرْآنِ فِي نَحْوِ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=13إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=39فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى فَهَذَا مِنْ دَقَائِقِ هَذِهِ الْآيَةِ .
وَالْمُرَادُ : يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا فَقَطْ وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ فَقَطْ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=50أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا .
وَتَنْكِيرُ ( إِنَاثًا ) لِأَنَّ التَّنْكِيرَ هُوَ الْأَصْلُ فِي أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ وَتَعْرِيفُ الذُّكُورِ بِاللَّامِ لِأَنَّهُمُ الصِّنْفُ الْمَعْهُودُ لِلْمُخَاطَبِينَ ، فَاللَّامُ لِتَعْرِيفِ الْجِنْسِ وَإِنَّمَا يُصَارُ إِلَى تَعْرِيفِ الْجِنْسِ لِمَقْصِدٍ ، أَيْ يَهَبُ ذَلِكَ الصِّنْفَ الَّذِي تَعْهَدُونَهُ وَتَتَحَدَّثُونَ بِهِ وَتَرْغَبُونَ فِيهِ عَلَى حَدِّ قَوْلِ الْعَرَبِ : أَرْسَلَهَا الْعِرَاكُ ، وَتَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ الْفَاتِحَةِ . وَ ( أَوْ ) لِلتَّقْسِيمِ .
وَالتَّزْوِيجُ قَرْنُ الشَّيْءِ بِشَيْءٍ آخَرَ فَيَصِيرَانِ زَوْجًا . وَمِنْ مَجَازِهِ إِطْلَاقُهُ عَلَى إِنْكَاحِ الرَّجُلِ امْرَأَةً لِأَنَّهُمَا يَصِيرَانِ كَالزَّوْجِ ، وَالْمُرَادُ هُنَا : جَعَلَهُمْ زَوْجًا فِي الْهِبَةِ ، أَيْ يَجَمْعُ لِمَنْ يَشَاءُ فَيَهَبُ لَهُ ذُكْرَانًا مُشْفَعِينَ بِإِنَاثٍ فَالْمُرَادُ التَّزْوِيجُ بِصِنْفٍ آخَرَ لَا مُقَابَلَةُ كُلِّ فَرْدٍ مِنَ الصِّنْفِ بِفَرْدٍ مِنَ الصِّنْفِ الْآخَرِ .
[ ص: 139 ] وَالضَّمِيرُ فِي ( يُزَوِّجُهُمْ ) عَائِدٌ إِلَى كُلٍّ مِنَ الْإِنَاثِ وَالذُّكُورِ . وَانْتَصَبَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=50ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ الْجَمْعِ فِي ( يُزَوِّجُهُمْ ) .
وَالْعَقِيمُ : الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ مِنْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ ، وَفِعْلُهُ عَقِمَ مِنْ بَابِ فَرِحَ وَعَقُمَ مِنْ بَابِ كَرُمَ . وَأَصْلُ فِعْلِهِ أَنْ يَتَعَدَّى إِلَى الْمَفْعُولِ ؛ يُقَالُ عَقَمَهَا اللَّهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ ، وَيُقَالُ عُقِمَتِ الْمَرْأَةُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ ، أَيْ عَقَمَهَا عَاقِمٌ لِأَنَّ سَبَبَ الْعُقْمِ مَجْهُولٌ عِنْدَهُمْ . فَهُوَ مِمَّا جَاءَ مُتَعَدِّيًا وَقَاصِرًا ، فَالْقَاصِرُ بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِهَا وَالْمُتَعَدِّي بِفَتْحِهَا ، وَالْعَقِيمُ : فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ ، فَلِذَلِكَ اسْتَوَى فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ غَالِبًا ، وَرُبَّمَا ظَهَرَتِ التَّاءُ نَادِرًا ؛ قَالُوا : رَحِمٌ عَقِيمَةٌ .