الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم [23]

                                                                                                                                                                                                                                        هذه قراءة أهل الحرمين وأهل المصرين إلا أبا عمرو ويروى عن الحسن ( لا لغو فيها ولا تأثيم ) فالرفع من جهتين : إحداهما أن يكون "لا" بمنزلة "ليس" . والأخرى أن ترفع بالابتداء وشبهه أبو عبيد بقوله جل وعز ( لا فيها غول ) واختار الرفع . قال أبو جعفر : وليس يشبهه عند أحد من النحويين علمته لأنك إذا فصلت لم يجز إلا الرفع ، وكذا ( لا فيها غول ) وإذا لم تفصل جاز الرفع والنصب بغير تنوين فكذلك ( لا لغو فيها ولا تأثيم ) ولو كانا كما قال واحدا لم يجز ( لا لغو فيها ولا تأثيم ) ، وقد قرأ به أبو عمرو بن العلاء وهو جائز حسن عند الخليل وسيبويه وعيسى بن عمر والكسائي والفراء ونصبه على التبرية عند الكوفيين . فأما البصريون فإنهم جعلوا الشيئين شيئا واحدا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية