الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        110 - الحديث الرابع : عن عائشة رضي الله عنها قالت { كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم - ورجلاي في قبلته - فإذا سجد غمزني ، فقبضت رجلي . فإذا قام بسطتهما . والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح } .

                                        التالي السابق


                                        وحديث عائشة - هذا - استدل به على ما قدمناه من عدم إفساد مرور المرأة صلاة المصلي . وقد مر ما فيه وما يعارضه . [ ص: 289 ] وفيه دليل على جواز الصلاة إلى النائم ، وإن كان قد كرهه بعضهم . وورد فيه حديث " وفيه دليل على أن اللمس - إما بغير لذة أو من وراء حائل - لا ينقض الطهارة . أعني أنه يدل على أحد الحكمين . ولا بأس بالاستدلال به على أن اللمس من غير لذة لا ينقض ، من حيث إنها ذكرت " أن البيوت ليس فيها مصابيح " وربما زال الساتر . فيكون وضع اليد - مع عدم العلم بوجود الحائل - تعريضا للصلاة للبطلان . ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ليعرضها لذلك . وفيه دليل على أن العمل اليسير لا يفسد الصلاة . وقولها " والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح " إما لتأكيد الاستدلال على حكم من الأحكام الشرعية ، كما أشرنا إليه ، وإما لإقامة العذر لنفسها حيث أحوجته إلى أن يغمز رجلها . إذ لو كان ثمة مصابيح لعلمت بوقت سجوده بالرؤية فلم تكن لتحوجه إلى الغمز . وقد قدمنا كراهية أن تكون المرأة سترة للمصلي عند مالك ، وكراهة أن تكون السترة آدميا أو حيوانا عند بعض مصنفي الشافعية ، مع تجويزه للصلاة إلى المضطجع . والله أعلم .




                                        الخدمات العلمية