الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3840 (20) باب المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء

                                                                                              [ 1948 ] عن نافع قال: رأى ابن عمر مسكينا، فجعل يضع بين يديه، ويضع بين يديه. قال: فجعل يأكل أكلا كثيرا، قال: فقال: لا يدخلن هذا علي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء.

                                                                                              زاد في أخرى: والمؤمن يأكل في معى واحد.

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 43 و 74) والبخاري (5395) ومسلم (2060) (182 و 183). [ ص: 342 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 342 ] (20) ومن باب المؤمن يأكل في معى واحد

                                                                                              إنما قال ابن عمر للمسكين الذي أكل كثيرا: (لا يدخلن عليكم هذا) لأنه شبهه بالكافر من حيث إنه كان يأكل بالشره، والحرص، وإفراط الشهوة. وهكذا أكل الكافر. وأما المؤمن الذي يعلم أن مقصود الشرع من الأكل ما يسد الجوع، ويمسك الرمق، ويقوى به على عبادة الله تعالى، ويخاف من الحساب على الزائد على ذلك، فيقل أكله ضرورة؛ ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان ولا بد: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه) وعلى هذا فقد يكون أكل المؤمن المذكور إذا نسب إلى [ ص: 343 ] أكل الكافر المذكور سبعا، فيصير الكافر كأن له سبعة أمعاء يأكل فيها، والمؤمن له معى واحد. وهذا أحد تأويلات الحديث، وهو أحسنها عندي. وقيل: المراد بالسبعة أمعاء: صفات سبع: الحرص، والشره، وبعد الأمل، والطمع، وسوء الطبع، والحسد، وحب السمن. وقيل: شهوات الطعام سبع: شهوة الطبع، وشهوة النفس، وشهوة العين، وشهوة الفم، وشهوة الأذن، وشهوة الأنف، وشهوة الجوع، وهي الضرورية التي بها يأكل المؤمن. وقيل: إن ذلك في واحد مخصوص، وهو الذي ذكره في حديث أبي هريرة . واختلف في اسمه، فقيل: نضلة بن عمرو الغفاري . وقيل: بصرة بن أبي بصرة الغفاري . وقيل: ثمامة بن أثال . وقيل: جهجاه الغفاري .




                                                                                              الخدمات العلمية