الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون هذا إضراب إبطال عن الكلام السابق من قوله تعالى : فهم به مستمسكون فهو إبطال للمنفي لا للنفي ؛ أي ليس لهم علم فيما قالوه ولا نقل . فكان هذا الكلام مسوقا مساق الذم لهم إذ لم يقارنوا بين ما جاءهم به الرسول وبين ما تلقوه من آبائهم فإن شأن العاقل أن يميز ما يلقى إليه من الاختلاف ويعرضه على معيار الحق .

والأمة هنا بمعنى الملة والدين ، كما في قوله تعالى في سورة الأنبياء : إن هذه أمتكم أمة واحدة ، وقول النابغة :


وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع



أي ذو دين .

و ( على ) استعارة تبعية للملابسة والتمكن .

وقوله : ( على آثارهم ) خبر ( إن ) . و ( مهتدون ) خبر ثان . ويجوز أن يكون ( على آثارهم ) متعلقا بـ ( مهتدون ) بتضمين ( مهتدون ) معنى ( سائرون ) أي أنهم لا حجة لهم في عبادتهم الأصنام إلا تقليد آبائهم ، وذلك ما يقولونه عند المحاجة إذ لا حجة لهم غير ذلك .

وجعلوا اتباعهم إياهم اهتداء لشدة غرورهم بأحوال آبائهم بحيث لا يتأملون في مصادمة أحوالهم للحق .

التالي السابق


الخدمات العلمية