الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم ( 65 ) )

يقول تعالى ذكره : ألم تر أن الله سخر لكم أيها الناس ما في الأرض من الدواب والبهائم ، فذلك كله لكم تصرفونه فيما أردتم من حوائجكم [ ص: 678 ] ( والفلك تجري في البحر بأمره ) يقول : وسخر لكم السفن تجري في البحر بأمره ، يعني بقدرته ، وتذليله إياها لكم كذلك .

واختلفت القراء في قراءة قوله : ( والفلك تجري ) فقرأته عامة قراء الأمصار : ( والفلك ) نصبا ، بمعنى سخر لكم ما في الأرض ، و " الفلك " عطفا على " ما " ، وعلى تكرير " أن " وأن الفلك تجري . وروي عن الأعرج أنه قرأ ذلك رفعا على الابتداء . والنصب هو القراءة عندنا في ذلك لإجماع الحجة من القراء عليه ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض ) يقول : ويمسك السماء بقدرته كي لا تقع على الأرض إلا بإذنه . ومعنى قوله : ( أن تقع ) أن لا تقع .

( إن الله بالناس لرءوف رحيم ) بمعنى : أنه بهم لذو رأفة ورحمة ، فمن رأفته بهم ورحمته لهم أمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وسخر لكم ما وصف في هذه الآية تفضلا منه عليكم بذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية